عنوان الفتوى : وجوه إعراب كلمة قبل
جزاكم الله خير الجزاء على عملكم هذا، يأتي أحيانا فى المصحف الشريف فى قراءة (من قبل) تأتي قبل أحيانا مجرورة بالكسرة وتأتي أحيانا مرفوعة بالضمة، فما حكم الإعراب فى هاتين القراءتين؟ وجزاكم الله خير الجزاء.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كلمة قبل تخفض بالكسرة إذا أضيفت وذكر المضاف إليه، كما في قوله تعالى: وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ {المنافقون:10}، وتجر كذلك بالكسرة إذا حذف المضاف إليه ونوى لفظه، ومن هذا قول الشاعر:
ومن قبل نادى كل مولى قرابة * فما عطفت مولى عليه العواطف
وتجر كذلك بالكسرة مع التنوين إذا حذف المضاف إليه ولم ينو لفظه ولا معناه ومنه ما في القراءة الشاذة لله الأمر من قبلٍ ومن بعدٍ، وتبنى على الضمة إذا حذف المضاف إليه ونوى معناه دون لفظه، ومن هذا قوله تعالى: وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا {المائدة:77}.
وتجد كل ذلك في شروح الألفية عند قول ابن مالك في باب الإضافة:
واضمم بناء (غيرا) إن عدمت ما * له أضيف ناويا ما عدما
(قبل) كغير (بعد) (حسب) (أول) * ودون والجهات أيضاً وعل
وأعربوا نصبا إذا ما نكرا * (قبل) وما من بعده قد ذكرا
والله أعلم.