عنوان الفتوى : دواء الذنوب والمعاصي

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

من المنطقة الشرقية رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة يقول (ص. ع. ح. م) يمني الجنسية، أخونا رسالته مطولة في الواقع لكنه يشكو من سوء حال مرت به في سن معينة ويذكر الثامنة عشرة شيخ عبد العزيز يقول: إنه ارتكب بعض المعاصي في تلكم المرحلة وسنه ثمان عشرة سنة، ويسأل عن الكفارة والتوجيه ؟ play   max volume  

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الجواب: الحمد لله، الله شرع للعباد التوبة فقال سبحانه: )وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ( [النور:31] فجعل التوبة فلاحًا للتائب وقال سبحانه: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا( [التحريم:8] الآية، فالواجب عليك -أيها السائل- التوبة إلى الله وذلك بالندم على ما مضى والتأسف والحزن على ما مضى، والعزم الصادق أن لا تعود في ذلك، العزم القوي الصادق أن لا تعود في هذا المنكر مع الإقلاع منه وتركه خوفًا من الله وتعظيمًا لله وإخلاصًا له سبحانه وتعالى.
هذا هو دواء الذنوب الماضية، دواؤها التوبة الصادقة المشتملة على الندم على الماضي والإقلاع من المعصية في الحال والعزم الصادق ألا يعود فيها، هكذا يكون المؤمن في توبته.
وإذا كانت فيها حقوق للآدميين فلابد من شرط رابع أيضًا وهو تسليمهم ما عنده من الحقوق لهم أو تحلله من ذلك، فإذا أوفاهم وأعطاهم ما عنده لهم من المال وأرضاهم بحقهم انتهى موضوعهم، وإن سامحوه وحللوه كذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «من كان عنده لأخيه مظلمة من عرضه أو شيء فليتحلله اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ من حسناته بقدر مظلمته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه وحمل عليه» وهذا خطر عظيم.
فأنت -يا أخي- عليك بالاستقامة على التوبة والعمل الصالح والحذر من العودة إلى ما حرم الله عليك وأبشر بالخير، وأبشر بالعاقبة الحميدة؛ لأن التوبة فلاح لأهلها ونجاة لأهلها، والله المستعان. نعم.