عنوان الفتوى : زيارة قبر الميت وهل يشعر بالتقصير في زيارته
توفي أبي من عدة شهور ولظروف كثيرة ذهبنا إلى المقابر مرة واحدة، هل هذا يعد تقصيرا منا، وهل يشعر أبي بأننا مقصرون، وما الأشياء التي يجب أن نفعلها له؟ وشكراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن بينا حكم زيارة القبور وآدابها في الفتوى رقم: 1376.
وأنها مندوبة وتتأكد في حق الوالدين، وقال الإمام الصنعاني في سبل السلام وفي قوله: فزوروها أمر للرجال بالزيارة وهو أمر ندب اتفاقا ويتأكد في حق الوالدين لآثار في ذلك. انتهى.
فمن الأشياء التي يمكنكم فعلها براً بوالدكم بعد موته الدعاء له، وإذا أوصى بشيء أو عهد عهداً، فعليكم بتنفيذ وصيته، والوفاء بعهده، وأن تصلوا رحمكم من جهته، وإن كان له أصدقاء فتكرمونهم، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: وذكر منها ولد صالح يدعو له. رواه مسلم.
وروى أبو داود في سننه عن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله: هل بقي علي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ قال: نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما.
وروى مسلم من حديث عبد الله بن عمر قال: قال صلى الله عليه وسلم: إن من أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولي. رواه مسلم. وكذلك الصدقة وإهداء ثوابها للميت، فإنها تصله من غير خلاف بين أهل العلم.
وأما غير ذلك من الطاعات كقراءة القرآن، ونحو ذلك فقد وقع فيه الخلاف بين أهل العلم، وسبق بيانه في الفتوى رقم: 5541.
وليس لزيارة القبور عدد أو قت معين، وأما هل يشعر والدكم بتقصيركم في زيارته، فمسألة شعور الميت بما يجري في الحياة مختلف فيها، وسبق بيانها في الفتوى رقم: 58523.
والله أعلم.