عنوان الفتوى : الصبر على قسوة الوالدين وسوء معاملتهما
سؤالي هو ما هي حدود التعامل مع الوالدين حيث إنني دائما في مشاكل معهما تحديدا من أول ما التزمت بطاعة الله وهم دائما يسبونني وحدي وأمام الناس، ويضربونني أحيانا أخرى، وأمي دائمة الشكوى مني للناس، حتى بلغ أنني عندما كنت أتحدث مع قريبتي في الدين قالت لي: اسمعي كلام أمك الأول وبعد تكلمي، مع العلم أن قريبتي هذه أصغر مني بحوالي 5 سنوات. وأذكر لكم بعض الأمثلة من المشاكل التي تحدث بيننا: فمثلا عندما أذهب مع أمي في مشوار والعشاء تؤذن قبل أن نخرج فأقول لها سأصلي قبل أن نخرج، فأجدها تغضب غضبة شديدة وتبدأ في الدعاء عليَّ وتتركني وتذهب بمفردها. ومثل آخر هو: أنه جاء إليَّ عمل في الأرياف وأنا لا أحب أن أذهب إلى هذا المكان فقلت لهم إنني لا أذهب إلى هذا العمل، ففوجئت بأبي وأمي يضربونني ضربا شديدا ويسبونني بأبشع الشتائم والألفاظ، حتى ترك الضرب آثارا على جسدي، وأمي دائما تريد مني أن أعمل في المنزل مثل النحلة وأنا أعمل الذي يقدرني عليه ربي، ولو في يوم كنت تعبانة ولا أستطيع أن أعمل شيئا تصيح علي بشدة وتقول لي صلي واعبدي ربنا كما تريدي وأنا غير راضية عنك وتعالي قابليني لو ربنا تقبل منك وهذه الجملة دائما تقال لي من أبي ومن أمي وعندما تكون أمي جالسة في مجلس غيبة وأقول لها إن هذا حرام تسبني وتقول لي اتركيني وشأني أنا حرة ,أما أبي فيريد مني أن أعمل دراسات تربوية بعد أن انتهيت من الجامعة وأنا لا أحب هذه الدراسة، وعندما قلت له إنني لن أقوم بهذه الدراسة دائما يسبني بشأن هذا الموضوع وكل ما يقابل أحدا يشتكي له مني، وكل ما أحكي لأمي موضوعا تقوله للناس حتى أنني أظن أن الناس يعرفون عني كل شيء. وخلاصة هذا الموضوع هو أنني تعبانة نفسيا مما يحدث مع والداي حتى أنني لا أستطيع أن أعبد الله كما ينبغي في رمضان وأقول في نفسي هل يقبل الله مني وأبي وأمي غضبانين عليَّ؟ وقل لي يا شيخ بالله عليك ماذا أفعل معهما وكيف أعاملهما؟ وهل أظل أعمل في المنزل كل الأعمال المنزلية ولا أعبد الله كما ينبغي ولا أعمل أي عمل صالح أم ماذا أفعل يا شيخ؟ أنا أريد أن أدخل الجنة فماذا أفعل حتى أدخل الجنة ويرضى الله عني وأي عمل صعب في سبيل الجنة فسوف أعمله على الفور حتى أدخلها، بالله عليك يا شيخ دلني على الطريق المستقيم. وأنا أعتذر على الإطالة وأرجو منكم الرد في أسرع وقت، وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يفرج عنك وأن يصلح لك أبويك، ونوصيك أيتها الأخت الكريمة بالصبر والتحمل وطاعة والديك في غير معصية الله تعالى، وتغلبي على قسوتهما بلطفك وكلمتك اللينة وبسمتك التي تستقبلينهما بها، واجتهدي في طاعتهما فإن الجنة تحت أقدام الأمهات والوالد أوسط أبواب الجنة، وقد خاب وخسر من أدرك أبويه أو أحدهما على قيد الحياة ولم يغفر له. فاعملي ما يمكنك عمله في طاعتهما، وإذا طلبا منك عملاً لا يمنعك من أداء الفرائض، كما إذا طلبا منك الخروج معهما وكان بإمكانك الصلاة بعد العودة قبل خروج وقت الصلاة أو الصلاة في المكان الذي خرجتم إليه فلا تترددي في طاعتهما، وذكري أمك بأهمية حفظ الأمور الخاصة وعدم إفشائها بين الناس، ونوصي والديك بتقوى الله تعالى والقيام بما أوجب والانتهاء عما نهى، وأن يكونا عونا لك على طاعة الله سبحانه.
والله أعلم.