عنوان الفتوى : أخذ مال الابن بغير حق والتعدي على امرأته

مدة قراءة السؤال : 6 دقائق

الأخ الكريم والأستاذ الفاضل:استميحك عذرا أن أشرح لك مشكلتي وأرجو أن يتسع لي صدرك حيث إنني أحتاج بشدة لرأي سديد ليس فقط من الجانب الديني وإنما كذلك أحتاج لرأي أخ يرشدني للطريق السديد، أنا سيدة متزوجة منذ أكثر من تسع سنوات ولدى طفلان، فهو أخو زميلتي بالعمل وكان يعمل بدولة عربية وعندما نزل إجازة تقدم لي بناء على رغبة والدته لم يتكلف في الخطبة أي شيء بل أنا تحملت مصاريف حفل أسري هو لم يتكلف سوى ثمن الشبكة التي لا تصلح هدية لطفلة وبعد الخطبة بشهر سافر خطيبي وكان إلزاما علي الذهاب يوميا لبيت حماتي ليس حبا في وإنما حبا في خادمة مجانية وتحملت هذا الوضع من حماتي ولم أخبر خطيبي لأنه لم يكن بيني وبين خطيبي أي شيء سوى الخطابات وكأنها فرض عليه ليس بها أي مشاعر واستمرت الخطبة عاما ونصفا بعدها أرسل خطيبي توكيلا لوالده لكتب الكتاب مقدم جنيه ومؤخر جنيه ثم بعد ذلك طلب مني الحضور حيث إنه لا يستطيع النزول وطبعا كان والدي رافض هذا لكني حاولت إقناعه والمرة الوحيدة التي أرسل لي خطيبي هدايا بعض الأقمشة على بيت حماتي فاختارت الجيد لها ولابنتها والرديء أعطته لي في حين أنني كنت من النوع المجامل وكنت كل مناسبة لابد أن أقدم هدية قيمة وسافرت بدون أي مراسم فرح بدون أي تكلفة وشقتي على الطوب لم يتكلف سوى تذكرة السفر وبعدها بثلاث أشهر نزلت إجازة وأنا حامل كانت حماتي توقظني من النوم لتنظيف البيت وبعدها عملت في هذه الدولة العربية وكان كل راتبي للبيت وراتب زوجي أدخره له وقررت أني أشطب شقتي ونزلت إجازة ومعي طفلان وكنت حاملا بالثالث وأجهضت وشعرت إن أهل زوجي استغلاليون، فقد سبق وأخذوا ماله فقررت أني أشطب الشقة بنفسي ولم يساعدني أحد من إخوته الصبيان أو البنات أو الوالدين وكانت بداية المشاكل أني حاولت أن أحافظ على مال زوجي وعلى ثمن غربتنا وتحملت الكثير من المشاكل من أهل زوجي وخصوصا أني توقفت تماما عن دور الخادمة فتطاولت أخته الصغيرة علي وأهانتني ولم أرد عليها بأي تصرف وذلك احتراما لزوجي وأن لي زوجا بأخذ لي حقي وبعدها لم يتحرك زوجي وكان رأيه أن أتحمل لأنهم ناس جاهلون ولا بد أن أكون أنا العاقلة المتعلمة (وعلى فكرة لم أجد حتى كلمة شكر على تشطيبي للشقة فكان من المفروض أنه قبل الدخول بي أن يؤثث شقة ويفرشها وأنا الآن بعد زواج اقترب من عشر سنوات لم يحقق لي أبسط الحقوق الزوجية) باختصار يا سيدي حتى لا أطيل عليك أصبحت كل إجازة أنزلها أنا وزوجي وعيالي كلها محاولات رخيصة من أهل زوجي لافتعال المشاكل وكل إجازة تمر علي يزدني يقينا أن زوجي لا يستطيع أن يكون رجلا معي ويحميني من أهله حتى آخر إجازة وسامحني على سرد التفاصيل كنا في بيت حماتي وكان بناتها كذلك موجودات وطلبت مني التنظيف فرفضت لأني مريضة فقام زوجي بالتنظيف بدلا مني فوجدت انفجار الجميع ولم أجد واحداً عاقلا يوحد ربي حماتي أخذت تصرخ وكأن فيه ميت وأخته تطاولت علي باللسان وباليد وجرحتني في وجهي وحماي أخذ يحرض وطلبت حماتي من زوجي أن يطلقني وأنه ليس برجل لو بقيت على ذمته يوما واحدا، تحملت ويعلم الله أني لم أنطق بكلمة وكان رأيهم أن مافعلته عدم احترام مني لزوجي فبدلا من أن يقف زوجي بجانبي وخصوصا أني لم أطلب منه أن ينظف بدلا عني وجدته أخذ يهدئ أخته لأنها مريضة بالصرع (هذا ليس معناه أنها مجنونة) والإهانة من أهله ووجدت رد فعل زوجي أنه من رأيه الذى صرح به لي ولم يستطع أن يواجه أخته الصغيرة به أننا نحن الاثنتان مخطئتان أنا وأخته وأن على كل واحدة أن تقبل رأس الأخرى وطبعا كان فيه استفزاز من الجميع ونفذت ما طلب مني تجنبا للمشاكل وليس عن رضا فكيف أرضى بهذا الظلم بعدها طلبت من زوجي تجنبا للمشاكل عند رغبته لرؤية أهله أن يذهب ومعه الأولاد ولا داعي لذهابي وطبعا لم يطلب مني الذهاب لزيارة أسرته ورفضت وحتى لم يعتذر عما صدر من أهله بل العكس فهو يقول أنه سعيد أن أخته ضربتنى ثم حضر أخوه الصغير حتى يعرف من المخطئ وأن أذهب لحماتي حتى لا تغضب علي طلبت من زوجي وضع حدود لأمه ولإخوته فكان رأي أخي زوجي أن الأم ليس لها حدود فى حين أن أخا زوجي لا يسمح لأمه أن تتدخل في حياته وقبل السفر ذهبت لبيت حماتي وسلمت عليها ويوم السفر حضرت حماتي في بيتي ودخلت حتى لم تلق سلام ربنا العام الماضي نزل زوجي لوحده إجازة لزواج أخته وعندما عاد طلب أن يكون الطلاق لأننا غير متفاهمين وحاولت أن أتفاهم معه حتى تسير مركب الحياة كل هذا غير الاستغلال المادي فقد سبق وتركنا تحويشة العمر في يد حماتى كي تدفع ثمن شقة جيدة وتركنا أكثر من ثمن الشقة نقدا فوجدت أنها اشترت الشقة بالتقسيط ودفعت المقدم فقط والباقي أخذته على أنها ستدفع باقي الأقساط أرسلنا مبلغا آخر صرفته على زواج بنتها وشراء محلات.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان الأمر كما ذكرت فلا شك أن زوجك وأهله ظلموك، وعليهم أن يتوبوا إلى الله تعالى مما وقعوا فيه، فالمسلم كله على المسلم حرام دمه وماله وعرضه، كما جاء في الحديث الصحيح فلا يجوز لأحد لا زوج ولا أم ولا أب ولا أخ أن يتعدى على غيره أو يظلمه أو يشتمه أو يسبه، وكنا قد أجبنا السائلة على عدة أسئلة لها كلها تدور حول موضوع علاقتها مع زوجها وأهله، ونضيف هنا أنه ليس لأهل زوجك الحق أن يفرضوا عليك العمل في البيت أو تنظيفه، ومن حقك الامتناع عن زيارة أهل زوجك، وخاصة إن كان في زيارتهم حرج عليك أو ضرر يلحقك.

وأما قولهم (إن الأم ليس لها حدود) فغير صحيح، بل ما من أحد إلا وله حدود فلا يجوز للأم أن تضرب ولدها بغير حق، ولا للأب ولا الزوج أن يضرب زوجته لغير مسوغ شرعي فكيف يسوغ لغيرهم أن يعتدي على أجنبي عنه غير مسؤول عن إصلاحه ولا شيء من أمره .

ومن حقك أيتها الأخت الكريمة أن تطالبي بحقك في مالك الذي أخذته أم زوجك وصرفته في غير ما تم الاتفاق عليه، ونسأل الله أن يصلح حالك، وأن يؤلف بينك وبين زوجك، وننصح بتوسيط أهلك في القضية أو من له كلمة مسموعة عند زوجك.

والله أعلم.