عنوان الفتوى : حقيقة استمتاع الإنسي بالجني والعكس

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

في ما مضى ارتكبت عدة كبائر منها الزنا عدة مرات وقراءة القرآن في المرحاض، وأنا نادم على ذلك أشد الندم والحمد لله أنا الآن أصلي، ما الحكم في ذلك لأني قرأت القرآن في المرحاض، مع الاستعانة بالشيطان هل أنا دخلت في الشرك، هل هناك مجال لأن يغفر لي ربي، أرجو الإفادة؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالقراءة التي يكون معها استعانة بالجن لا تجوز، لأنها نوع من الاستمتاع الذي ذمه الله تعالى في القرآن، وجعله سببا لدخول النار، كما قال تعالى: وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ {الأنعام:128}، واستمتاع الإنسي بالجني -كما ذكره أهل التفسير- يكون بقضاء حوائجه، واستمتاع الجني بالإنسي يكون بطاعة الإنسي للجني واتباع أمره. والاستعاذة بالجن لا تزيد الشخص إلا بلاء، كما قال تعالى: وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا {الجن:6}، ومن اعتقد أن الجن يضرون وينفعون من دون الله فهو مشرك، ومن اعتقد أنهم سبب قد يقضون الحاجة بإذن الله وقد لا يقضونها فهو معصية لما سبق بيانه، وللمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 7369.

واعلم أخي الفاضل أن الله يغفر الذنوب جميعاً مهما كبرت وعظمت إن تاب مرتكبها توبة نصوحاً، ولا ذنب أعظم من الشرك بالله وقد غفره لمن تاب إليه وأناب، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والتائب حبيب الله، كما قال تعالى: إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ {البقرة:222}، فأقبل على الله واستغفره يغفر لك.

والله أعلم.