عنوان الفتوى : أطيب ما يأكل المرء من عمل يده

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا فتاة أعيش في الغرب في الدنمارك أرتدي الخمار وأريد أن أرتدي النقاب واتفقت مع أبي أني لا أريد أن أكمل دراستي في البكلوريا لأني أريد أن أتجنب الشبهات لأن في هذه المدرسة يوجد فواحش ومنكرات واختلاط بالرجال وقررت أن أجلس في البيت وأبدأ بحفظ القرآن الكريم، الحمد لله وافق أهلي على هذا الشيء ويوجد عندي أخت في الله دنمركية ولقد أسلمت في رمضان الماضي وطلبت مني أن أنظف بيتها لأنها لا تحب أن تنظفه أبداً وقالت لي إنها تريد أن تعطيني فلوسا على هذا الشيء لكني رفضت أن أتناول منها الفلوس وأردت أن أفعل هذا العمل لله تعالى لكنني عندما أردت أن أجلس في البيت لكي أحفظ القرآن الكريم فكرت بأن أرتدي النقاب ومع هذا الشيء أريد أن أشتغل لكي أضمن بعض الفلوس لكي أحج مع جدتي وجدي وخالي وفكرت بأن أتكلم مع رفيقتي بهذا الموضوع لكي أشتغل عندها بالفلوس لأني إذا إرتديت النقاب سوف لن أحصل على عمل في هذه البلاد لكن هل يجوز أن أشتغل عندها وأقبض مبلغا كافيا لكي أحج وأساعد والدي؟ أخي تكلم معي في موضوع الحج وقال لي أني لا أحج مع جدي وجدتي لأني لست متزوجة لكنني أريد أن أذهب معهم لأني لا أجد هذه الفرصة دائماً مع ذي محرم لي إنه يقول أنه أفضل أن أحج مع زوجي عندما أتزوج, ولكن ما هو الأفضل فعله. نحن من عائلة كبيرة وسوف يمضي وقتٌ طويلٌ جداً إذا إنتظرت أهلي على أن يحجوا لأننا نريد كثيراً من المال على فعل هذا الشيء فماذا أفعل في هذه الأمور وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

 

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
 

فجزاك الله خيراً على الالتزام بأحكام دينك وإعراضك عما يؤثر عليه، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد وأن لا يزيغ قلبك بعد إذ هداك.

واعلمي أن ستر المرأة لجميع جسدها وتغطيتها لوجهها مما يجب عليها شرعاً، وانظري الفتوى رقم: 42، والفتوى رقم: 5224.

ولا تجوز الدراسة بالمدراس المختلطة لما تؤدي إليه من الفساد، كما بينا في الفتوى رقم: 5224.

وأما العمل مع رفيقتك بالفلوس فلا حرج فيه، بل إن أطيب ما يأكل المرء منه عمل يده إذا كان مباحاً، فلتعملي معها لتعفي نفسك وأهلك عن المسألة والمسكنة، وإذا تحصل لديك ما يمكنك من الحج ووجدت محرماً فيجب عليك أن تحجي، وننبهك إلى أنه لا يجب عليك العمل لتحصيل نفقة الحج، وانظري الفتوى رقم: 53658، ولكن إن تحصل لديك ما يمكنك من الحج ووجدت محرماً كما ذكرت فلا تؤخري الحج لما ذكرنا، ولأن الزواج قد يتأخر وليس هو من شروط الحج، بل متى توفرت الشروط وجب وهي النفقة وأمن الطريق والراحلة والمحرم للمرأة، كما قال تعالى:وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا {آل عمران: 97}.

والله أعلم.