عنوان الفتوى : طلاق الغضبان المعتبر شرعا

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

أنا امرأة متزوجة منذ11 سنة ولدي أولاد، في بداية زواجي وفي حالة غضب شديد وبعد ضرب مبرح طلقني زوجي 9 طلقات مرة واحدة ولكن لسوء حظي اكتشفت بعد ذلك أني حامل فعدت له وكان كل ذلك أمام شهود ومرة أخرى قالها في حالة الإدراك وليس العصبية وقال لي أنه لم يقلها ولا يتذكرها وأنه يفقد عند الكلام عن أخته التي هربت من المنزل وبعد سنوات فقد بشكل جنوني وتذكرها وطلق ورفضت العودة ولبست الحجاب لأني لم أكن في بلدي وسألت وقالوا لي إنه في حالة الغضب الشديد لا يقع طلاق وبعد ذلك كنت في داخل الغرفة أتكلم مع موظفه يريد الارتباط بها فكلمتها ولم أعلم أنه يسمع ويصرخ لأفتح الباب وإلا طلق وحاول أن يكسر الباب وفتحت الباب فعلمت أنه طلق والأطفال يبكون وتكرر ذلك مرتين وبعد يومين يهدأ ويقول إني كنت فاقدا للوعي ولا أدرك نفسي وبالأخص عندما تكون أخته طرفا فإنه يتحول إلى إنسان ثان لا ينام إلا بمنوم أو مهدئ وعلى كل عندما يهدأ يقول نحن نسأل دائما العصبي وغير المدرك لا يقع عليه طلاق ثم أفكر في أطفالي كيف يعيشون وكيف أربيهم ونحن في غربة انتقلنا إلى بلد آخر يعلم جيدا أنه لا يستطيع ضربي ولا أفكر في من يصرف على أولادي ولكني أحتاجه أكثر لأنا هنا في بلد كفر وأخاف على أولادي من الفتنة والكفر والتنصر ولكنا ارتحنا وبالأخص بعد بعدنا عن أهله سبب المشاكل وعن الضغوط الأخرى إلى أن أتى أخوه الذي بقي عندنا ليبقى في هذا البلد عندما يخرج زوجي في الصباح أضطر أخرج إلى أن يأتي زوجي ولا أحس حماي بذلك لأنه شرعا لا يجوز بقاؤنا لوحدنا ولكن كنت أتكلم مع زوجى أني أتضايق من الحجاب وعدم راحتي طول الوقت ولكنه كان يقول ماذا أفعل فأسكت أقول صح يجب مراقبته لأنه شاب وعلينا متابعته مع أنه لديه مكان للإقامة وراتب يكفي إلى أن وجدت في الكومبيوتر أنه بفتح webs للجنس وممارسته جن جنوني فتكلمت مع زوجي قلت لدي أولاد أفكر بتربيتهم بما لا يغضب الله وابني رأى ذلك فمسحت هذه القنوات الرذيلة هو لم يصدق إلى أن رآها وقلت إذا أردت أتكلم معه وأفهمه أنه لايجوز رؤية ذلك لأنه شاب وأنا لدي ولدان في بداية المراهقه ولكنه قال أنه سيكلمه ربما أخاه سمع ولكن لم يفهم على ماذا أتكلم وتوقع أنى لا أريده في المنزل ولم أكن أعلم أن زوجي لم يكلمه خوفا على مشاعره وأن هذه الأفلام مسحها من مكان لتخرج من مكان آخر إلى أن ذهبت للنوم وبعدها حضر زوجي للصلاة والنوم فكنت أسأل عن موعد الطبيب ليذهب وما إن تكلمت حتى سب والدي رحمه الله وشتمني والغضب ملأ وجهه وهددني فسألت لماذا تسب وتشتم ماذا فعلت فقال أخي قال أنه سيذهب لأنك لا تريدينه ونزلت دمعة منه فسألته هل قلت له السبب فعاد إلى غضبه تراكمت الأحداث بسرعة وتدخل إبليس لعنه الله وقلت أفهمه ما حصل لم تلومني وصرخ وما كان منه إلا أن هجم علي كوحش وضربني واستيقظ الأولاد ليضربوه وأتى حماي ليمسكه وكنت ألبس ملابس نوم وأخجل أن أصف حالي أمام حماي نزلا معا فقلت لحماي السبب هو الكومبيوتر وزوجي يكسر في المطبخ ولا يريد أن أكمل فقال طلقتك 25 مرة وتبقين كزانية أمام أولادي وحماي فبكيت وأخطأت وقلت له أنا لست أختك فطلقني واتصل بقريبتنا لتأخذني وقال لأشهدها على الطلاق وذهبت مع الأولاد عندها 4 ليلا وقال لها طلقتها وثاني يوم ذهب زوجها وأخوه ليكلما زوجي فقال إني طلقتها ليلة أمس وبهدوء وإني ذهبت اليوم للمكتب المسؤول عنا وقلت أريد الانفصال وأقاربي سألوا الرابطة الإسلامية هنا وقالوا لا نستطيع أن نطلق نتبع قوانينهما إلا بعد سنة لكنه بعد يومين هدأ وأرسل فتوى لشيخ معروف وقال له في وقت الغضب لا يقع طلاق علما أن زوجي رجل ملتزم لا يضيع صلاة ولا صلاة الجمعة ويصوم ويتقي الله ولكنه إذا غضب فقد السيطرة على نفسه وإذا ما ذكرت أخته فإنه يكون أكثر من مجنون وسبب خروجه من بلدنا هو أخته وأنه يتوقع أن الطلاق ساعة الغضب لا يقع وهو ما إن يهدأ كان شيء لم يكن وربما يحسب كلمة الطلاق مسبة وإني أتوقع أنه مريض نفسيا بسبب أخته سؤالى هل يقع الطلاق بسبب الغضب حتى لو تكرر أفيدونى جزاكم الله خيراً

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينبغي للمسلم الحذر من الغضب، ومن تعويد اللسان على ألفاظ الطلاق لئلا يوقع نفسه في أمور يندم عليها حين لا ينفع الندم، ولمفاسد الغضب أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل الذي جاء يسأله الوصية، فقال: لا تغضب فردد مراراً قال لا تغضب. رواه البخاري.

وما ذكرته السائلة عن زوجها أكبر دليل على خطورة الغضب وعواقبه السيئة على صاحبه.

أما الآن وقد وقع زوجك فيما وقع فيه، فإنه قد عصى الله تعالى بتلاعبه في إصدار الطلاق بهذه الأعداد.

أما أنت، فإنك تعتبرين طالقاً ثلاثاً لا تحلين له إلا بعد زوج بناء على قول الجمهور في إيقاع الطلاق بالثلاث في لفظ واحد، وذلك بدءاً من طلاقه لك تسعاً دفعة واحدة، وبالتالي فبقاؤك معه بعد هذا يعد مخالفاً للشرع، لأنك أصبحت أجنبية عنه، لكن إن كنت تجهلين الحرمة في هذا فالإثم منتف، وما رزقت من أولاد بعد فإنهم لاحقون بزوجك إن جهل هو الآخر الحرمة.

ومحل هذا إن كان زوجك يعي ما يقول وقت الطلاق، أما إن كان لا يدرك ما يقول فلا يلزمه الطلاق إذا صدر منه، وهو على تلك الحال من عدم الإدراك وراجعي الفتوى رقم: 11566.

وفي حال عدم وقوع الطلاق الأول، فلابد من النظر في الطلاق الثاني والثالث، وللوقوف على حقيقة هذا الأمر ننصحك وإياه بالرجوع إلى أحد المراكز الإسلامية بالبلد الذي تقيمان فيه.

هذا وننبه إلى أمرين:

1- أن ضرب الزوج لزوجته ضرباً مبرحاً لا يجوز بحال وهو مناف للخلق والدين، كما هو مبين في الفتوى رقم: 69.

2- أنه في حال عدم الطلاق، فلا يجوز مطاوعة زوجك في بقاء أخيه معك بدون وجود من تنتفي به الخلوة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم. متفق عليه.

والله أعلم.