عنوان الفتوى : ارتكاب المرء القبائح لا يبيح أخذ ماله

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم الإخوة الأفاضل الكرام في موقع الشبكة الإسلامية الرائع ، لي سؤال ألا وهو أنه في أحد الأيام وعبر برنامج الدردشة عبر الانترنت فوجئت بشخص يريني مؤخرته ويريد مني أن أفعل به هو وكما لعلكم تعلمون أن غرف الدردشة لا يستطيع الشخص تحديد الهوية الحقيقية للشخص عامه أنا والحمد لله رب العاملين لا أفعل اللواط ولا الزنا وهذا بتوفيق الله تعالى وإن كنت غصبا عني أشاهد مناظر ولكني أجاهد نفسي وشيطاني وهواي وأسأل الله أن يوفقني اللهم آمين ثم قمت بإعطاء إيحاء لهذا الشخص أن يحضر لبلدتي وذلك حيث قام عن طريق هاتفه المحمول بالاتصال بهاتفي المحمول ثم حضر لي في بلدتي طبعا خارج منزلي في مكان عام شبه خال تماما من الناس وقد أردت أن أعلمه درسا لن ينساه طيلة حياته حيث قلت له إني لن افعل به ما يريد وإنما سألقنه درسا لن ينساه أبدا حيث قمت بتهديده وأخذ هويته الشخصية ودليل ورقي لهاتفه يجمع به أرقام هواتف أشحاص غاليا بنسبة مائة في المائة لأشخاص عرفهم عبر الانترنت حيث وجدت رقمي في هذا الدليل وأخذت منه هاتفه المحمول ومعظم النقود التي معه وأركبته أقرب وسيلة مواصلات وبعد ذلك قمت بالاتصال من خلال هاتف عام بوالده شخصيا حيث وجدت رقم منزله بهذا الدليل قبل تدمير كل وسائل الاتصال وأعلمت والده بطبيعة ابنه الذي يطلب أن يفعل فيه الذكور وقد أقر لي هذا الشخص أن أناسا كثيرين فعلوا به فأردت نكاية به أن أعلمه درسا بأخذ كل متعلقاته الشخصية والآن هي معي ولا أعلم عنه أي شي ولا عن أهله لأني دمرت كل وسائل الاتصال ولا أعرف أين يقيم إلخ فما الموقف من هذه المتعلقات المتمثلة في هاتف محمول بدون خط حيث إني دمرت خط الهاتف المحمول فما العمل في هذا الهاتف ومبلغ بسيط حيث إن مجمل سعر الهاتف والمبلغ لا يزيد تقريبا عن مائتي دولار، فما الحل؟ وهل ما فعلت صحيح علما أنني أردت ردعه تماما نظرا لأنه لا توجد وسيلة أخرى .

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن نقول لك إن الدخول على المواقع الخبيثة عبر الإنترنت لا يجوز، وعلى من يفعل ذلك أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى توبة نصوحا صادقة.

 وننصحك بأن تشغل نفسك بطاعة الله تعالى: من تلاوة القرآن، وتعلم العلم النافع، ومرافقة الصالحين الذين يدلونك على الخير، ويعينونك عليه، والبعد عن رفقاء السوء.

وفيما يتعلق بموضوع سؤالك، فلا بأس بما قمت به من تهديد هذا الشخص، وأخذ هويته الشخصية والدليل الورقي الذي كان يجمع به أرقام هواتف أشحاص عرفهم عبر الأنترنت. ولا بأس كذلك بما قمت به من الاتصال بوالده شخصيا وإعلامه بحال ابنه. فكل ذلك قد يساعد على إنقاذ هذا الفتى الضائع، وإرجاعه إلى الصواب.

ولكنك قد أخطأت في أخذ هاتفه المحمول، والنقود التي كانت معه، وتدميرك للوثائق التي كان بإمكانك أن تهتدي بها إلى أهله، فتوصل إليهم ممتلكاته.

فهو، وإن كان مرتكبا للمعاصي القبيحة الشنيعة، فإن ذلك لا يبيح أحذ ماله.

أما الآن وقد حدث ما حدث، فقد صارت هذه الممتلكات أمانة بيدك، والواجب عليك إذا، هو الاحتفاظ بها، وأن تجتهد في البحث عن وسيلة للاتصال بصاحبها، وإرسالها إليه. فإن عدمت السبل، وانقطع الأمل في إمكان إيصالها إليه، فلك أن تتصدق بها عنه، وتكتب ذلك في وصيتك، فإن جاء يوما من الدهر في حياتك، أو بعد وفاتك كان له الخيار في إمضاء الصدقة، أو أخذ مثل ما أخذت منه، ويكون لك أنت أجر ما تصدقت به.

وراجع في ما ينبغي أن يفعل من لديه أمانة ولم يجد صاحبها فتوانا رقم: 7390.

والله أعلم