عنوان الفتوى : العمل في مكان يؤكل فيه الخنزير ويباع فيه الخمر

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

بسم الله الرحمن الرحيم حياكم الله تحيه طيبة مباركة لا يسعني أن أكتب لكم ما يكنه قلبي لكم من حب وتقدير ولكن حبي لكم يكفيني وكذلك أنتم ولا يعلم ما في قلبي من حب واحترام وتقدير لكم إلا الله سبحانه وتعالى أما بعد ففى هذه الرساله فتوى أرجو أن تأخذوا بيدي وهى أني مغترب في الولايات المتحده وسببه الظروف السيئة التي عشناها في اليمن وقد رحلت إلى امأيكا وقد عانيت الكثير منها المرض والهموم والقلق التى نزلت علي والخوف كذلك وعند وصولي أمريكا قعدت أربعة أشهر أبحث عن عمل وقد كان إعاقة ذلك عدم معرفتي بأماكن الولاية التي دخلت إليها وثاني الخوف الشديد الذي اعتراني وعائق اللغة الانجليزية وبعد تقريبا خمسة أشهر بعد دخولي دلني أحد المعارف على عمل في المطار في شركه مجمع غذائي مطاعم وقد صار لي معهم سن’ وصاحب هذه الشركة أصله عربي لبناني وأكثر المسؤلين فيها عرب ولكن الذي أسأل عنه أن في هذه المطاعم يبغون أكل لحم خنزير بجانب جميع الأكلات وأنا أضطر بعض الأوقات إلى لمس هذا اللحم فما حكم هذا للضرورة؟ ثانيا إن معهم مكانا منفردا يبيعون فيه الخمر وأضطر بعض الأوقات إذا أجبرنى المسؤل على أخذ الكاربش أو الزبالة من القوارير الفارغة من الخمر ورميها في الزبالة وهذا يحصل نادرا وما حكم من يحمل كرتونا من الخمر ووضعه إذا اضطر من قبل المسؤول الذي طالما أتشاجر معهم بسبب هذا ثالثا هل يحل أكل اللحم الحلال مثل لحم البقر والدجاج الذي يذبحونه هم؟ رابعا الأكل الذى يلامس لحم الخنزير هل يجوز أكله؟ خامسا أنا أشكركم من كل أعماق قلبي على الجهد المبذول وأنا منكم ومعكم

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزاك الله كل خير، ونسأله تعالى أن يجعلنا عند حسن ظنك، ونقول لك أحبك الله الذي أحببتنا لأجله، وبخصوص سؤالك فإنه لا يجوز للمسلم أن يعمل في هذا النوع من الأماكن التي ترتكب فيها المحرمات كبيع الخمر ولحم الخنزير، وتحريم هذه الأمور مما علم من الدين بالضرورة عند عامة المسلمين، وكل ما لمسه لحم الخنزير أو الخمر فهو نجس لا يجوز استعماله، وقد سبقت الإجابة على مثل هذا السؤال، نرجو الاطلاع على المزيد منها في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 2049، 16557، 26045.

وما دمت قد تعرفت على بعض العرب وتكلمت لغة القوم فإن ذلك مما يساعد على إيجاد العمل المباح إن شاء الله تعالى، ولهذا فإن عليك أن تبتعد عن العمل في هذا المحل فقد قال الله عز وجل: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق:2-3}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله، فإن الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته. رواه ابن مردويه، وحسنه الألباني.

وأما أكل طعام أهل الكتاب وما ذكوه من الحيوانات التي تفيد فيها الذكاة فإنه مباح في الأصل لقول الله تعالى: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ  {المائدة:5}، وانظر الفتوى رقم: 2326، والفتوى رقم: 2437.

والله أعلم.