عنوان الفتوى : مواجهة التنصير الذي تمارسه الجماعات التنصيرية
ما رأيكم في جمعية كاريتاس التي وجدتها على النت تتبع الفاتيكان ولها فروع في بعض البلاد العربية من بينهم بلدي، ولها لجان داخل المدارس يقرها مديرو المدارس في مقابل أموال يتقاضونها مع كل اجتماع لتلك الجمعية بدعوى أن تلك الجمعية هدفها الخير من رعاية طبية للطلبة من التدخين والإيدز وغيرها من مبرارات ولها فروع أخرى لأولاد الشوارع تقدم لهم الطعام والملبس ثم تطلقهم مرة أخرى في الشارع بحجة أن أهداف الجمعية العطف على الأطفال وليس إيواءهم أو تعليمهم حرفة تقيهم ذل التسول وغيرها من لجان فهل لجنة كهذه تتبع الفاتيكان ليس لها أهداف تبشيرية، أو ليس في الإسلام ما ينادي بكفالة اليتيم والعطف على المحتاج حتى نلجأ إلى رؤوس أموال كنائسية تنفق على المسلمين بدعوى أنها لا تفرق بين الناس، وهل التعاون مع هذه اللجان حلال، وهل المال المأخوذ منها حلال، أرجو سرعة الرد فهناك من المسلمين من يغتر بهذه الجمعية ويدعو لها ويزينها في عيون الآخرين، وما دوري كمسلم لأدافع عن الدين؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن المعلوم أن الهدف الرئيس للجمعيات التنصيرية هو صد المسلمين عن دينهم، وربطهم بالديانة المسيحية التي قد حرفها أصحابها وبدلوها منذ زمن بعيد، والتي قد نسخ العمل بها منذ بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، ومن أبرز المنظمات التنصيرية منظمة كاريتاس التي تقوم بدور بارز في دعم برامج التنصير وتمويل المشروعات الاستثمارية للشباب والنساء والتي دعت إلى جمع ملايين الدولارات للمساهمة في الإغاثة.
ومن الطرق التي تستخدمها الجمعيات التنصيرية لجلب قبول الناس كفالة الأيتام، وعلاج المرضى، والسعي للوقاية من الأمراض، والإنفاق على التعليم، وتمويل مشاريعه، وغير ذلك من الأساليب التي تهدف في باطن أمرها إلى محاربة الإسلام وتعاليمه ولغته.
تقول د: سهير أحمد السكري أخصائية اللغويات في جامعة جورج تاون: قد آمن المستعمرون الإنجليز والفرنسيون بأن المعركة مع المسلمين يجب أن تبدأ من الفصل الدراسي -من المدرسة- بتدمير التعليم الديني، كما تكون بنشر المدارس الأجنبية المنافسة في كل البلاد العربية، ومحاربة اللغة العربية، وبالإنفاق ببذخ على تعليم اللغات الأجنبية وربطها بالتقدم والتكنولوجيا، والعلوم العصرية، وفرص الثراء والمرتبات الأكبر. انتهى.
وعليه فإن الجمعية المذكورة تحرم المعاملة معها وإمدادها بأي شيء يمكن أن يعينها على النجاح في مهمتها، قال الله تعالى: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}، وحرم أخذ المال منها ما دامت تتوصل بذلك إلى تحقيق أهدافها، ويجب حينئذ تحذير الناس منها، وصدهم عن معاونتها، ولو أدى ذلك إلى بقاء الأولاد بدون كفالة أو بدون تعليم، فلا ريب في أن مفسدة ضياع وذهاب الدين والقيم والأخلاق لا تساويها مفسدة ترك الولد من غير كفالة أو من غير تعليم مدرسي.
وإن المسلم يجب أن يكون غيوراً على دينه وقيمه، ويجب أن ينتبه لهذا الخطر العظيم والشر المستطير، وأن يعلم أن الله وهب له الأولاد واسترعاه عليهم، وسيسأله عما استرعاه، فعليه أن يعد الجواب من الآن.
والله أعلم.