عنوان الفتوى : موقف الزوجة من زوجها الذي يدخن ولا يصلي
لا أريد أن أطيل عليكم ولكني أريد أن أروي قصتي بطريقة واضحة، لأن فتواكم سوف يترتب عليها استكمالي لحياتي مع زوجي أم انفصالي عنه، أنا زوجة وأم لطفلة عندها سنتان، تزوجت زوجي وأنا أعرف أنه لا يصلي ويشرب السجائر، ولكنه وعدني كثيراً بأنه سوف يصلي ويقلع عن السجائر، ولكنه لم يفعل ومن وجهة نظري لا أظنه سوف يفعل بمعاشرتي له ومعرفتي لشخصيته وخاصة وأن قدوته وهو أبوه لا يصلي. ولقد سئمت من وعوده التي لا تنفذ ولا أرى منها ما يتحقق ولو بالقليل لأتصبر وأشعر بالأمل، وخاصة وأنا أشعر أن زوجي يحتاج إلى معجزة من عند الله عز وجل ليتغير حاله، مع العلم أن بذرته طيبة فهو لا يحمل ضغائن ولا حسد لأحد، ولكني أشعر أن إيمانه يصيبه شيء من الوهن إن أصابنا مكروه مثل: ليه يا رب؟ "أستغفر الله العظيم" ولكنه سرعان ما يهدأ. وقد مررنا بأزمة وانفصلنا عن بعضنا بدون طلاق وقد أوشكت على إجراءات الخلع، وعاد وألح علي بالعودة إليه وأنه سوف يتغيير ويصبح إنسانا مختلفا مثل ما أريد، ولكن ذهبت الوعود مع الريح ولم يتحقق منها سوى عودتي إليه بدون ما وعد. لا أريد أن أستمر معه وهو على هذا الحال وخاصة أنه في بعض الأحيان يحاول إبعادي عن بعض العبادات من باب التخفيف علي في حال تعبي الجسماني أو وقت المعاشرة الزوجية وهو لا يدرك خطورة الإثم الذي يفعله وحين محاولتي إفهامة يتهمني بالحنبلة (أي التشدد)، وفي نفس الوقت لا أريد أن أظلمه لو تركته حيث إنه يقول إنه يحبني ولا يستطيع البعد عن ابنته، ابنتنا هذه أنا أخاف عليها أن تصبح مثل أبيها (زوجي) كما أصبح هو مثل أبيه، فمن الممكن أن تنشأ مشتتة الفكر بين أبيها وأمها. وهل من الأفضل لها أن تعيش بعيداً عن أبيها (في حال انفصالنا) ولا تراه إلا من حين لآخر حتى لا تتأثر سلباً به، أم أن تعيش معه (في حال استمرار زواجنا) حتى لا تنشأ بعيداً عن أبيها فتصبح نفسياً غير سوية وتلومني في وقت من الأوقات على قرار الطلاق حينما تكبر؟ أرجوك أن تردوا على أسئلتي كلها، فأنا أعتمد على ألله سبحانه وتعالى أنه سوف يوفقكم لإبداء الرأي الذي سوف يكون فيه الخير لثلاثتنا والله الموفق
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله عز وجل أن يهدي زوجك وأن يرده إلى دينه ردا جميلا، أما بخصوص كونه لا يصلي ويشرب السجائر وهل هذا يبيح لك طلب الطلاق منه؟ فأما كونه لا يصلي، فإن كان لا يصلي مطلقا فقد تقدم في فتاوى سابقة أن من أهل العلم من حكم بكفره كفرا أكبر مخرجا من الملة، فلا يجوز لك البقاء معه على هذا القول. ومنهم من لم يحكم بكفره بل اعتبره عاصيا مرتكبا لكبيرة من أكبر الكبائر، وحملوا ما جاء في وصفه بالكفر بأنه الكفر الأصغر، وتجدين ذلك مفصلا في الفتوى رقم: 1061. ولا شك أن فراقه خير على كلا القولين، وذلك أن من كان مضيعا للصلاة فلا خير فيه، وهو لما سواها أضيع، أما إذا كان يصلي أحيانا ويترك أحيانا فهو مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب وليس بكافر وسبق في الفتوى رقم: 15494. وننصحك بعدم اليأس منه حيث قررت البقاء معه، فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، والهداية بيد الله، فأكثري من دعاء الله سبحانه له بالهداية، واستمري في نصحه ودعوته لعل الله أن يهديه. هذا في شأن الصلاة.
أما التدخين فهو معصية من المعاصي يناصح فيها ويحذر من مخاطرها الصحية، وليست سببا يبيح طلب الطلاق إلا أن يترتب عليها ضرر بك .
والله أعلم.