عنوان الفتوى : الطريق إلى إصلاح الزوج المفرط في دينه

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

بسم لله الرحمن الرحيم والصلاة و السلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه و سلم. أنا زوجة وعندي طفلان 7سنوات و 1.½ أعيش مع زوجي في دوامة من المشاكل اليومية وأغلب مشاكلنا دينية هو لا يصلي صلاة الفجر في وقتها في أغلب الأحيان بالرغم من أنه يكون مستيقظا وعندما أقول له إن صلاة الفجر صارت للأسف لا يرد علي أما قراءته للقرآن فصار له سنتان لا يقرأ في البيت و سبب ذلك أن لغته العربية غير نظيفة لأنه يقطن في الغرب منذ 30 سنة و كنت أصحح له في السابق وكنت أصحح له برفق كي لا ينفر في البداية استجاب و لكن بعدها صار يرفض أن أصحح له لان مؤهله عال و لكنه عاطل عن العمل و أنا ربة بيت ولكني نشطة و أحب أن أتعلم كل شيء و هو لا يعجبه هذا الشيء فنحن على اختلاف دائم في رمضان مثلا عاهدت الله أن لا أرد عليه و كنت أحبس غضبي و خاصة أنه يكون عصبيا و قلت له لن أرد عليك فما كان جوابه إلا إن قال لي كم ستبقين شهرا أم شهرين و بالفعل بعد ثلاثة شهور عدت في خلالها كنت أقيم الليل وفي هذه الأثناء كنت نشطة في البيت ونفسي طيبة مع الجميع و أقصد مع أهل بيتي و هذا بفضل صلاة الليل وعندما كان يراني و في الصباح يستهزئ مني و عندما قلت له مرة إن أذكار الصباح و المساء تحفظ الإنسان وضع يديه على أذنيه و قال لي خليهم لك. مما يعذبني و يؤرقني أن عندي أطفالا و هم يتعلمون كل شيء أنا أحفظ ابني القرءان و اللغة العربية بحكم أننا نسكن في الغرب وأنا مجتهدة مع ابني منذ كان عمره 2ّّ,½ وإلى الآن ولا أنسى أن أقول هو أب حنون و طيب مع أولاده ولكن الحب والطيبة لا تنفع إذا لم يكن معها دين في كل وقت. أنا بالنسبة له امرأة أمية و جاهلة هذا الشيء لا يهمني لأني و لله الحمد أعرف نفسي ولا يزكي النفوس إلا الله, ولكن حتى أكون محقة أمام الله فأنا عصبية المزاج و هذه العصبية تزداد عند اقتراب الدورة الشهرية و هو يعرف هذا الشيء في بداية زواجنا كان يتجنب المشاحنات و لكن بعدها صرت أحس وكأنما هو من ستاتيه الدورة ولست أنا لأنه يكون عصبي المزاج قرب نزول الدورة. الآن سؤالي هو ماذا اعمل أفيدوني أفادكم الله و خاصة أنني التجأت لأهل العلم الذين يثق هو بهم ونصحوه أكثر من مرة ولكنه يعود إلى سابق عهده. أنا أعلم المرأة التي تصبر على زوجها تدخل الجنة وأنا أريد الجنة ولكن العصبية التي عندي واستفزازه واستهزاؤه بي يجعلني أتساءل هل سيغفر الله لي. أنا أحفظ زوجي في ماله وولده وعرضه وأحب الله كثيرا ولكن ماذا أفعل لزوجي أشيروا علي. هذا و صلى الله على محمد وعلى آله و صحبه وسلم

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبارك الله تعالى فيك، وزاد الأمة بمثيلاتك الملتزمات الحريصات على الخير لأزواجهن وأولادهن.

ونسأل الله سبحانه أن يقر عينيك بهداية زوجك واستقامته على الدين.

ثم اعلمي أيتها الأخت الكريمة أن الطريق لإصلاح زوجك تحتاج إلى كثير من الصبر والمداومة كما هي الحال مع كل من لم يتقبل الدعوة من أول الأمر، فعليك بتكرار النصيحة له بأسلوب لين، ونوعيه فتارة عن طريق المشافهة، وتارة عن طريق الشريط والكتيبات التي تشتمل على أهمية الصلاة وفضلها والتخويف من تركها، وإن جمعت مع هذا الإلحاح في الدعاء لله تعالى في أوقات الإجابة بالهداية لزوجك فذلك حسن.

أما بالنسبة لتعاملك مع هذا الزوج فالواجب أن يكون ذلك في حدود المعروف، ومن ذلك تجنب ما يثير غضبه أو غضبك عليه حتى لا يصدر منك ما يسيء إليه.

وإذا حدث أنه المتسبب فالأولى بك الصبر طلبا للأجر، وقابلي إساءته بالإحسان فإنك إن دمت على ذلك فإنه سيعترف بخطئه، ويتراجع عن هذا السلوك.

نسأل الله أن يؤلف بين قلوبكما وأن يصلح ذات بينكما.

والله أعلم.