عنوان الفتوى : الكذب والمعاريض
أمي تسكن ببلجيكا وعندها جارة تسعى أوتطلب كل يوم مرتين في الصباح والمساء وتعطيها أمي ما تريد لا تقول شيئا ليست مسكينة أو فقيرة لديها نقود يعني لها مدخول جيد أكبر من مدخول أمي وتلك الجارة لا تأتي عندها في المناسبات أوالأعياد إلا إذا أرادت أن تطلب شيئا ما، وسؤالي هو تقول أمي بعض الأحيان لاتعطيها ماتريده تلك الجارة ويكون موجود عندها في المنزل ما تريده تقول لها ليست عندي هل هذا حرام عليها أم ماذا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن الله تعالى حرم الكذب وحض على الإحسان إلى الجيران والسائلين ولو كانوا أغنياء. ففي الحديث: وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا. رواه البخاري ومسلم. وقال تعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ {النساء: 36}. وقال تعالى: لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ {البقرة: 177}. وفي الحديث: للسائل حق وإن جاء على فرس. رواه أبو داود وجود سنده العراقي والسخاوي ورواه أبو يعلى وصححه الشيخ حسين أسد. وفي رواية لمالك وأحمد: أعطوا السائل وإن جاء على فرس. وبناء عليه فإن كان لا بد من عدم إعطائها ما تريد فإنه يتعين البعد عن الكذب والاستغناء عنه بالمعاريض لقول عمر: أما في المعاريض ما يكفي المسلم الكذب. رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 51748 ، 1052 ،46051 ، 35844.