عنوان الفتوى : الأفضل الصلاة مسجد الحي ولو كان غيره أكثر جماعة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

الإخوة أهل العلم بالشبكة الإسلامية (قسم الفتوى) حياكم الله، قد سبق وأن سألتكم بعض الأسئلة وها أنا أسألكم حول الآتي: يوجد بالحي مسجد ليس بجامع وبالقرب منه (مسجد جامع ولكن تم تهديمه)، قبل رمضان بأيام قليلة وتم بناء مصلى بالقرب من المسجد المهدم من أجل صلاة الجمعة الآن وفي هذا الشهر الكريم نصلي الصلوات الخمس وكذا الجمعة فيه كل الصلوات وكذا التراويح والقيام ولكن أغلقنا المسجد الذي بالقرب منه لصلاة العشاء والتراويح والقيام فقط مع أنه لو صلينا العشاء والقيام والتراويح لوسع المصلين إلا صلاة الجمعة فهل نأثم على ذلك، أفيدونا مثابين؟ مشكروين، وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا إثم عليكم في الذهاب إلى غير مسجد الحي الذي تسكنون فيه للصلاة فيه وترك مسجد الحي، ولكن الأفضل عدم تعطيل مسجد الحي لأجل الصلاة في غيره ولو كان أكثر جماعة؛ بل الصلاة في مسجد الحي أفضل ما دام يتعطل بذهابكم إلى المسجد الذي تكثر جماعته، وقد نص على ذلك جماعة من أهل العلم ومنهم شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي في فتح الوهاب حيث قال رحمه الله تعالى: وكذا ما كثر جمعه من مساجد أو غيرها -أي فالجماعة فيه- أفضل للمصلي وإن بعد مما قل جمعه، قال صلى الله عليه وسلم: صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كان أكثر فهو أحب إلى الله. رواه ابن حبان وغيره، وصححوه. نعم الجماعة في المساجد الثلاثة أفضل منها في غيرها وإن قلَّت؛ بل قال المتولي: إن الانفراد فيها أفضل من الجماعة في غيرها... أو تعطل مسجد قريب أو بعيد عن الجماعة فيه لغيبته عنه لكونه إمامه أو يحضر الناس بحضوره فقليل الجمع أفضل من كثيره في ذلك ليؤمن النقص في الأولى، وتكثر الجماعة في المساجد في الثانية؛ بل الانفراد في الأولى أفضل كما قاله الروياني. 

وقال البجيرمي: وهو المعتمد أي عند الشافعية، ومعناه أن صلاة الإمام الراتب في مسجده منفردا أفضل من ذهابه إلى غيره لأن وجوده مدعاة لمجيء غيره ولو بعد حين لعمارة هذا المسجد بالصلاة فيه. 

والله أعلم.