عنوان الفتوى : لا دلالة في رواية ابن مسعود وأبي الدرداء على تحريف القرآن

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أليس هذا الحديث دليل على تحريف القرآن الكريم و العياذ بالله أو ماذا يعني، حدثنا هناد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال : (قدمنا الشام فأتانا أبو الدرداء فقال أفيكم أحد يقرأ علي قراءة عبد الله قال فأشاروا إلي فقلت نعم أنا قال كيف سمعت عبد الله يقرأ هذه الآية والليل إذا يغشى قال قلت سمعته يقرؤها والليل إذا يغشى والذكر والأنثى فقال أبو الدرداء وأنا والله هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها وهؤلاء يريدونني أن أقرأها وما خلق فلا أتابعهم قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وهكذا قراءة عبد الله بن مسعود والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى). بارك الله فيكم

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن هذا الحديث صحيح عن أبي الدرداء، فقد أخرج مسلم في صحيحه والأصبهاني في المستخرج على صحيح مسلم وأبو عوانة في مسنده. ولكنه وإن صح سنده عن أبي الدرداء ـ لا يدل على تحريف القرآن معاذ الله فإن القرآن محفوظ من التحريف والتبديل، فقد تعهد الله تعالى بحفظه. قال الله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {الحجر:9}.ثم إن أهل العلم تكلموا على توجيه ما روي عن ابن مسعود وأبي الدرداء رضي الله عنهما في هذا الأثر. فذكر النووي في شرح مسلم أن المازري قال: يجب أن يعتقد في هذا الخبر وما في معناه أن ذلك كان قرآنا ثم نسخ ولم يعلم من خالف النسخ فبقي على النسخ. قال:ولعل هذا وقع من بعضهم قبل أن يبلغهم مصحف عثمان المجمع عليه المحذوف منه كل مسنوخ. وأما بعد ظهور مصحف عثمان فلا يظن بأحد منهم أنه خالف فيه. وأما ابن مسعود فرويت عنه روايات كثيرة منها ماليس بثابت عند أهل النقل، وما ثبت منها مخالفا لما قلناه فهو محمول على أنه كان يكتب في مصحفه بعض الأحكام والتفاسير مما يعتقد أنه ليس بقرآن، وكان لا يعتقد تحريم ذلك، وكان يراه كصحيفة يثبت فيها ما شاء، وكان رأي عثمان والجماعة منع ذلك لئلا يتطاول الزمان ويظن ذلك قرآنا.

والله أعلم.