عنوان الفتوى : الإصلاح بين الأهل من أبواب الخير العظيمة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أما بعد سؤالي هو يا شيخنا الكريم يتعلق بصلة الرحم فأرجو منك أن تتحملني يا شيخ أنا شاب عمري 27 سنة وأنا أصغر إخوتي سناً أعيش في بلاد غربية ومعي في هذه البلاد ثلاثة إخوة ذكر وانثيان كلهم متزوجون ولهم أطفال ولله الحمد، لكن المشكلة أنهم كل واحد يكره الآخر لأسباب تافهة حاولت الإصلاح بينهم عدة مرات لكن بدون جدوى، حتى أني مرضت من تفرق حالهم هذا، أما عن حالي مع كل واحد منهم فأخي عشت معه في منزله مدة سنة أو يزيد خلال هذه الفترة كنت أعمل وهو لا يعمل حتى الآن فوفرت مبلغاً من المال طلبه مني كقرض مر عليه الآن أكثر من سنتين وهو لم يعطني منه شيئاً ولا أظنه يفعل ذلك، ومع ذلك لا أريد قطع الرحم لكن كل مرة أزورهم فيها أسمع أو أرى ما لا يريحني زيادة على ذلك فأنا أخاف على نفسي من السحر من زوجته فهل يكفي مجرد الاتصال بالهاتف، أما أختي الاخرى فهي تقول لي لا تأت عندي ولا تتصل بي لأني ملتح ولله الحمد وبدون إقامة في هذه البلاد فهل علي إثم وأعد قاطع رحم، أما أختي الأخرى فعلاقتي معها جيدة ولله الحمد، أرجو منكم ألا تحيلوني على فتاوى مشابهة؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فينبغي أن تصلح بين إخوتك وتزيل ما بينهم من التباغض فإنه مذموم عند الله تعالى، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ..... ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا. وفي الإصلاح بين الناس من الخير ما لا يعلم قدره إلا الله، قال الله تعالى: لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا {النساء:114}، فإن لم يستجيبوا لك فوسط إليهم أهل الفضل والصلاح، وواظب على الدعاء لهم بالتأليف والاستقامة، فقد روى الإمام مسلم وأبو داود وابن ماجه وأحمد من حديث أم الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل. 

ثم إنه لا يجوز لك أن تظن بزوجة أخيك السحر ما لم تجد لذلك دليلاً، وأعلم أن صلة الرحم من أعظم القربات وأزكاها عند الله تعالى، وقطيعتها معصية وإثم كبير، وأدنى مراتب الصلة تكون بالسلام وبالكلام، وأعلاها بالزيارة وهبة المال، ويتحدد القدر الكافي في الصلة بالعرف، فما تعارف عند الناس أنه صلة أو قطع، فهو المعول به، وعليه فإذا كان في عرف البلد الذي أنت فيه يكفي الاتصال بالهاتف فذاك وإلا فلا. 

والله أعلم.