عنوان الفتوى : لا يلحق الخاطب إثم إذا تضررت الفتاة التي أعرض عن الزواج بها

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

أنا رجل متزوج منذ سنتين ولدي بنت صغيرة ومتدين وأخشى الله جدا وبسبب ذلك أرجو أن يكون لديكم سعة صدر لحكايتي وأريد أن تحكموا علي بما يرضي الله فإليكم قصتي: منذ عام 1991 حتى عام 2000 كنت على علاقة بفتاة ومرت هذه العلاقة بفترات دراسية بدءً من الصف الثالث الثانوي ثم الجامعة وبعد ذلك العمل وكنا نتقابل تقريباً بمعدل كل شهرة مرة واحدة وكانت نيتي عند بدء هذه العلاقة وحتى نهايتها الزواج من هذه الفتاة وبعد مرور أربع سنوات من هذه العلاقة أي بعد التخرج من الجامعة أبلغت أبي بأنني أريد أن أرتبط بتلك الفتاة ولقد كان يعرفها شكلا قبل أن أفاتحه وعندما عرف نيتي الزواج منها رفض رفضا شديداً لأسباب تتعلق بشكلها حيث كانت ذات جمال متوسط وأيضا بسبب عدم وجود تكافؤ اجتماعي أو مادي بيننا (وذلك من وجهة نظر أبي)، أما أنا فقد كنت أرى أن هذه الفوارق غير مهمة.. فبدل أن أنهي هذه العلاقة تماديت فيها، وذلك من شدة ارتباطي بتلك الفتاة وحاولت معه مرة أخرى وبعد سنتين من التخرج وبعد إلحاح وافق وذهبنا لخطبتها في منزل والدها، وقد تمت الخطبة، وفي اليوم التالي مباشرة تم فسخ هذه الخطبة من قبل أبي لأنه رأى بعينيه المستوى الاجتماعي وأثناء رجوعنا من الخطبة قد فكر هو وأعمامي بأن هذا الزواج لن ينفع حيث إنهم كانوا يرون أنني أستحق فتاة أحسن من هذه من كافة الوجوه وكانت أمي لها نفس الرأي، ولثاني مرة لم أتعلم الدرس وأنهي علاقتي بهذه الفتاة نزولاً لطاعة الوالدين فقد كان حبي لها يطغى على أي شعور واستمرت العلاقة وبعد فسخ الخطبة ذهبت بمفردي لوالدها وأقنعته بالزواج من ابنته دون موافقة والدي ووضعهم أمام الأمر الواقع، فوافق وتم الزواج (كتب كتاب) فقط دون الدخول عليها، على أساس أن أبي يوافق على إتمام هذه الزيجة، ولكن عند عودتي للمنزل وعلم أبي قامت الدنيا ولم تقعد وواجهت عواصف من التعنيف والتوبيخ الشديد من أبي وأعمامي ولقد تم تهديدي بأنه إن لم أطلق هذه الفتاة سيتم إلحاق الأذى بالفتاة وأهلها وبعد الضغوط الشديدة والتهديدات التي استمرت معي أكثر من ثلاثة أيام لم أكن أنام فيها طلقت هذه الفتاة، ومع ذلك استمرت العلاقة لمدة سنتين حتى سمعت كلام عن أختها يتنافى مع الشرف والعفة ولقد صدقت هذا الكلام لأني رأيت شيئاً عليها من هذا القبيل (فلقد رأيتها بالصدفة في أحد الأيام تتمشى مع رجلين في ساعة متأخرة من الليل في اتجاه منزلها حيث إنها كانت مطلقة ليس معها أحد ولكنني كنت أعمى بحب تلك الفتاة وأخبرتها بذلك فبررت لي ما رأيته وتغافلت عما رأيته)، فأتخذت قراراً أن أنهي علاقتي بتلك الفتاة وحتى أكسب رضا أبي وأمي لأنه قد فكرت أنه حتى لو تزوجتها ثانية وفررت بها إلى مكان غير معلوم فسأنال غضب أبي وأمي وبالتالي غضب الله سبحانه وتعالى، وبذلك يكون زواجي منها ثانية محكوم عليه بالفشل، ولقد تم إنهاء العلاقة منذ أربع سنوات ولكنني إلى الآن أشعر بالذنب تجاه هذه الفتاة للأسباب الأتية: - طول المدة التي استمرت تقريبا عشر سنوات دون أن أقطع علاقتي معها وبذلك أكون قد أضعت السنوات عليها لتتزوج وتحيى مثل باقي الفتيات. - التجاوزات التي كانت تحدث بيني وبينها فيما حرم الله سبحانه وتعالى طيلة هذه الفترة، وهذا أكثر سبب يشعرني بالندم والذنب الفظيع إلى الآن رغم مرور أربع سنوات على قطع علاقتي معها، آسف جداً لإطالتي عليكم أريد أن أعرف حكم الشرع في هذه القصة، وما بها من أحداث تغضب الله مثل (التجاوزات بيني وبينها سابقة الذكر) وما كفارة ذلك كله، لأنني في شدة الخوف من محاسبة الله لي بسبب ذلك الموضوع؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أن الإسلام قد حرم إقامة مثل تلك العلاقات، لأنها وسيلة إلى انتشار الفساد، وراجع الفتوى رقم: 50355.

وبهذا يتبين لك أنك قد أسأت بإقامة علاقة عاطفية مع تلك الفتاة، فالواجب عليك التوبة إلى الله تعالى، وراجع شروط التوبة في الفتوى رقم: 5450، وعليك أن تحسن وأن تكثر من عمل الصالحات في مستقبل الأيام.

ولا شك أن المعتبر في الكفاءة في النكاح الدين والخلق على الراجح من أقوال أهل العلم، ولا عبرة بغيرها من الفوارق الاجتماعية ونحوها، وراجع الفتوى رقم: 998، ولكن مع هذا كله كان الواجب عليك طاعة والديك في عدم الزواج من هذه الفتاة ما داما مصرين على الرفض، وذلك لأن طاعة الوالدين مقدمة على الزواج من تلك الفتاة بعينها، وراجع الفتوى رقم: 6563.

وأما تضرر هذه الفتاة بعدم زواجك منها فلا يلحقك به إثم -إن شاء الله- لأنك لم تتعمد ذلك، وكفارة ما أقدمت عليه من منكرات التوبة كما سبق ذكره، وإن كنت تقصد الكفارة المخصوصة فلا كفارة.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
لا حرج في طلب الرجل الزواج ممن رفضته قبل ذلك
من وعد فتاة بالزواج ثم رغب عنها لكونها مطلّقة
توقف المرأة عن الدعاء بالزواج من شاب معين إن رفضه الأهل
رفض الشاب لأجل وضعه المادي
نصائح لمن ابتلي بعشق فتاة وتوقف عن طلب العلم ورفضت أمّه زواجه منها
تعرف على فتاة وأسلمت على يديه وكان يريد نكاحها فاغتصبت وحملت
مآلات نكاح السافرة
لا حرج في طلب الرجل الزواج ممن رفضته قبل ذلك
من وعد فتاة بالزواج ثم رغب عنها لكونها مطلّقة
توقف المرأة عن الدعاء بالزواج من شاب معين إن رفضه الأهل
رفض الشاب لأجل وضعه المادي
نصائح لمن ابتلي بعشق فتاة وتوقف عن طلب العلم ورفضت أمّه زواجه منها
تعرف على فتاة وأسلمت على يديه وكان يريد نكاحها فاغتصبت وحملت
مآلات نكاح السافرة