عنوان الفتوى : ما يفعل من اضطر لعدم قول الحقيقة
هل هناك حالات يجوز فيها الكذب، حيث إنني قبلت في جامعة وحصلت على بعثة مجانية ولكن عندما سألني الناس أخبرهم أنني أدفع مبلغا معينا من المال لأنني لو أخبرت هؤلاء الناس أنه بالمجان فستحصل مشاكل كثيرة لأهلي لأن عليهم ديونا كثيرة لهؤلاء الناس، ومن بينهم أهلهم وهم يحاولون ضاغطين على والدي أن يأخذوا المال حالاً رغم أنهما لا يستطيعان السداد الآن، كما أنني عندما قدمت الطلب هناك أوراق لم أقدمها وإذا عرف أي شخص بالبعثة فسأفضح رغم أنه لا يوجد أي شيء غير قانوني ولكن البعثة ستلغى في هذه الحالة فما رأيكم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الأصل في الكذب الحرمة لما في حديث الصحيحين: إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار.
وهناك حالات تضطر الإنسان لعدم الإفصاح بالحقيقة، ويتعين على الإنسان أن يحاول التورية والتعريض ما أمكنه ذلك لقول عمر رضي الله عنه: أما في المعاريض ما يكفي المسلم الكذب. رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني.
فإن لم تمكن التورية والتعريض فلا حرج في الكذب لدفع مضرة محققة لا يمكن دفعها إلا به، أو للإصلاح بين الناس، وقد سبق الكلام على هذا بالتفصيل في الفتاوى ذات الأرقام التالية فراجعيها: 48814، 7432، 47622، 1052، 26391، 27641، 37533، 3809، 39551.
والله أعلم.