عنوان الفتوى : الخوف من الاتهام بالتطرف لا يسوغ خلع الحجاب

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

مسلمة في بلاد الغرب من عليها الله بارتداء الخمار ولكنها تعيش حائرة ماذا تفعل حين عودتها لبلدها العربي؟ وقد تبادر إلى سمعها محاربة هذه البلد لمن يرتدون الخمار وقد يتم نسبتها إلى الجماعات المتطرفة فهل تكشف عن وجهها لدفع الضرر المحتمل أثناء مرورها بمطار بلدها، علما بأن بلدها لا تحارب الحجاب الذي يسمح بظهور الوجه؟ وجزاكم الله عنا كل خير.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن هناك تضييقا على المتمسكين بالدين ولكننا وعدنا بهذا، قال تعالى: وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا [الأحزاب:22].

وأمرنا الله بالصبر على أداء ما أوجبه علينا فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران:200]، فطريق الجنة ليس سهلا، وإلا لما تنكب عنه أكثر الناس، وحجاب المرأة المسلمة واحد من هذه الفرائض التي ألزمها الله بها وأمرها بالصبر على ذلك.

وعلى هذه المرأة المسلمة أن تلتزم بالحجاب الشرعي، وأن لا تكشف من بدنها شيئا، فإذا طلب منها في مطار دولتها أن تكشف وجهها ليتحقق من شخصيتها، فلتطلب أن يقوم بذلك امرأة في غرفة خاصة إن كان يمكنها ذلك، فإن تعذر ذلك وتعرضت للحرج فلتكشف عن وجهها وعليها أن تعود إلى تغطيته متى قدرت على ذلك.  

أما أن تخاف أن تنسب إلى الجماعات المتطرفة بسبب لبسها للحجاب الشرعي دون أن يترتب على هذه النسبة ضرر، فإن هذه النسبة ليست مسوغا لها لترك ما أوجبه الله عليها من الحجاب، فلقد نعت النبي بأنه ساحر ومجنون وكذاب -حاشاه صلى الله عليه وسلم- فصبر ولم يترك ما هو عليه لمجرد هذه النعوت، قال تعالى: فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ [ق:39].

والله أعلم.