عنوان الفتوى : بيع الأخ سيارة أخيه بدون علمه عقوبة له على تعديه على زوجته
أخي الكبير مغترب، ولديه فلوس كثيرة، وهو الذي ينفق على أمي وأبي، وعليَّ، وعلى زوجتي، واثنين من أولادي، وزوجته، وأخي الثاني.
رأيت رسائل من أخي الكبير لزوجتي يحاول فيها أن يتقرب منها، وأن يدخل معها بالحرام، ولقد حاول مرة سابقة أن يدخل بالحرام مع أختي الصغيرة.
لدى أخي سيارة بقيمة 24 ألف دولار، وهي مسجلة باسمي. أفكر في أن أبيع السيارة، وأفتح مشروعا، وأعمل لنفسي لكي لا يذلني بماله، وهذا يكون عقابًا له؛ لأنه يتعدى على زوجتي وأختي.
فهل الذي سأفعله حلال أو حرام؟ وإذا كان حراما كيف يمكنني معاقبته؟
للعلم أنني إذا كلمته أنني علمت بما فعل سيقطع المصاريف عني وعن زوجتي، وهو يستغل وضع أن لديه المال، وأنه يصرف علينا ليتعدى حدوده علينا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان حقًّا ما ذكرته عن أخيك من مراودته زوجتك عن نفسها من خلال الرسائل، وكذا أختك مستغلا إنفاقه عليكم؛ فهذا منكر قبيح، وخُلُق وضيع.
والواجب عليك أن تحافظ على زوجتك وأختك، وتحول بينه وبين ما يريد.
ولا يجوز لك أن تبيع سيارته دون إذنه؛ فهذا ظلم وعدوان، وإذا فعلت ذلك، فالبيع باطل شرعا.
والواجب عليك أن تصون عرضك، وتقوم بحق القوامة على زوجتك، فتعينها على تقوى الله، ومراقبته، وتسد عنها أبواب الفتن ووسائل الفساد، ولو أدى ذلك إلى قطع أخيك النفقة عليكم.
والواجب عليك أن تنفق على زوجتك وأولادك بالمعروف، وإذا لم يكن عندك ما تنفقه؛ فالواجب عليك أن تعمل، وتكتسب لتنفق عليهم.
قال محمد بن الحسن -رحمه الله- في كتاب الكسب: وَكَذَا إِن كَانَ لَهُ عِيَال من زَوْجَة وَأَوْلَاد فَإِنَّهُ يفترض عَلَيْهِ الْكسْب بِقدر كفايتهم عينا. انتهى.
وقال البهوتي -رحمه الله- في كشاف القناع: ويجب التكسب على من لا قوت له، ولا لمن تلزمه مؤنته لحفظ نفسه. انتهى.
ولا ريب في فضل إنفاق الإنسان على نفسه ومن يعول، وفضل التعفف وصيانة النفس عن الحاجة. ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: لَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ، فَيَحْطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ، فَيَتَصَدَّقَ بِهِ وَيَسْتَغْنِيَ بِهِ مِنَ النَّاسِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ رَجُلًا، أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ ذَلِكَ، فَإِنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا أَفْضَلُ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ.
والله أعلم.