عنوان الفتوى : حكم تصوير الأشخاص أو نشر صورهم بغير رضاهم
ما حكم نشر صور الغير بدون إذنهم على وسائل التواصل؟ علماً أنني نبّهت "نساء" العائلة والأصدقاء، مرات عديدة على رفضي لنشر صوري، أو صور أولادي. ولكن يتكرر الموضوع بشكل مزعج -وأحيانا من باب المؤانسة، واستغلال القرابة- ولا أشعر أنني قادر على مسامحتهم يوم القيامة بعد ما نبّهتهم كثيراً. وركّزت على كلمة نساء؛ لأنهنّ غير قادرات أحيانا على ضبط هذه الشهوة، رغم معرفتهن بتوابعها من تباغض وتحاسد، وفضح خصوصية، وأعراض ورياء وتفاخر ...الخ. وأحيانا أشعر بالعجز، فقد تصل معي إلى المقاطعة العائلية إن واجهتهنّ مباشرة في كل مرة.
أسأل نفسي دائماً إن كان يوجد من يفرح بهذه الصور غير ناشرها؟ وإن كان يوجد هدف شرعي جيد وحيد فقط من هذه الصور للدنيا والآخرة؟ ولا أجد.
فأرجو منكم إعطائي نصيحة لأقربائي، ونصيحة لأبناء وبنات المسلمين أجمعين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا يجوز تصوير الأشخاص، أو نشر صورهم إذا كانوا لا يرضون به؛ لأن في ذلك تعديا على خصوصياتهم.
قال ابن عثيمين في شرح حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من استمع إلى حديث قوم، وهم له كارهون، أو يفرون منه، صب في أذنه الآنك يوم القيامة. أخرجه البخاري.
قال: هل يقاس على التسمع النظر؟ الظاهر نعم...
وهل مثل ذلك أن يلتقط صورتهم وهم جلوس؟ نعم، وهذا أيضا قد يكون من باب أولى. لأن الصورة تحفظ وتنشر، فيكون البلاء والفتنة أعظم وأكبر.
وعلى هذا، فلا يجوز للإنسان أن يلتقط صورة أحد إلا بإذنه، حتى لو كان يعرف أن هذا الرجل يقول بجواز التقاط للصور، فإنه لا يجوز أن يلتقطه إلا بإذنه، لا سيما إذا كان يعلم أنه يكره أن تلتقط صورته. اهـ. من فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام.
وعليه، فينبغي لك أن تبين لقرابتك حرمة تصوير الشخص ونشر صوره دون رضاه، وأن في ذلك تعديا على حقوق العباد.
وانظر الفتوى: 118925.
والله أعلم.