عنوان الفتوى : الترهيب من إفساد الزوج على امرأته، ومنعه من الإنفاق عليها
سؤالي حول تصرفات والدة زوجي، التي تتدخل في حياتي الزوجية، حيث تقوم بتحريض زوجي على عدم الإنفاق علي، وتطلب مني أن أشتري كل حاجياتي بنفسي؛ لأني عاملة.
كما أنه قام بعملية جراحية في قدمه في الآونة الأخيرة، فأجبرته على المكوث في منزلها، وتركني أنا وأولادي دون أن يترك لنا فلسا.
للعلم فأنا علي دين كبير، وما يتبقى من راتبي أدفع به مستحقات الحضانة لأطفالي.
ما حكم ما يقوم به كل من زوجي وحماتي؟
وبارك الله فيكم.
للإشارة حتى إذا أراد شراء شيء لي، ترفض، بحجة أنه ليس جميلا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن صح ما ذكرت عن أم زوجك من التدخل بينك وبين زوجك في أمور الحياة الزوجية، وأنها تقوم بتحريضه على عدم الإنفاق عليك.
ففي هذا المسلك نوع من إفساد العلاقة بينكما كزوجين، وقد جاء الشرع بالنهي عن ذلك، كما في الحديث الذي رواه أبو داود عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ليس منا من خبب امرأة على زوجها، أو عبدا على سيده.
قال شمس الحق أبادي في عون المعبود: "من خبب" ... أي خدع وأفسد امرأة على زوجها بأن يذكر مساوئ الزوج عند امرأته، أو محاسن أجنبي عندها.
"أو عبدا" أي أفسده "على سيده" بأي نوع من الإفساد، وفي معناهما إفساد الزوج على امرأته، والجارية على سيدها. اهـ.
ونفقتك واجبة على زوجك ولو كنت غنية، فالنصوص التي جاءت بهذا الخصوص لم تفرق بين امرأة غنية أو امرأة فقيرة. قال الله سبحانه: وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {البقرة:233}.
قال ابن كثير في تفسيره: أي: وعلى والد الطفل نفقة الوالدات وكسوتهن بالمعروف، أي: بما جرت به عادة أمثالهن في بلدهنّ من غير إسراف ولا إقتار، بحسب قدرته في يساره وتوسطه وإقتاره. اهـ.
فيجب عليه -إذن- أن ينفق عليك، ولا تسقط عنه نفقتك إلا إذا أسقطتها برضاك، فإن لم ينفق مع قدرته، فهو آثم، ثبت في مسند أحمد وسنن أبي داود عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت.
وقد يكون عند أم زوجك نوع من الغيرة تدفعها لمثل هذه التصرفات، وينبغي على زوجك أن يعي ذلك، فلا يطلع أمه على شيء من أمور حياتكما الزوجية ما دامت على هذه الحال، ليسد باب المشاكل، ويحقق الإصلاح.
فمن المطلوب شرعا حسن العلاقة بين الأصهار، تعظيما لهذه الرابطة التي امتن الله بها على العباد في محكم كتابه، حيث قال: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا {الفرقان:54}.
والله أعلم.