عنوان الفتوى : الحكمة من تولية النبي صلى الله عليه وسلم الأذان بلالا يوم الفتح
لمادا قال الرسول صلى الله عليه وسلم لبلال يوم فتح مكة قم للأذان ولم يقم هو بذلك ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم يقم بذلك صلى الله عليه وسلم لعدة حِكَم فيما يظهر لنا والعلم عند الله تعالى، أولا: لأن سنته جرت ألا يتولى الإمام الأذان.
ثانيا: لأن في ذلك إغاظة للمشركين، إذ يرون بلالا الذي كانوا يتفننون في إيصال ألوان الأذى إليه على إسلامه، يصعد أمامهم على ظهر الكعبة لينادي بالأذان –الذي هو شعار الإسلام- وهو في أعز ما يكون، بينما هم في أذل ما يكون، ويؤيد هذا ما ذكره ابن كثير في "البداية والنهاية" من طريق يونس بن بكر وغيره عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالا عام الفتح فأذن على الكعبة ليغيظ به المشركين.
ثالثا: لأن في ذلك تكريما لبلال الذي صبر على الأذى في سبيل الله، ذكر ابن كثير في "البداية والنهاية" عن ابن أبي مليكة قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا فأذن يوم الفتح فوق الكعبة، فقال رجل من قريش للحارث بن هشام: ألا ترى إلى هذا العبد أين صعد؟! فقال: دعه، فإن يكن الله يكرهه فسيغيره، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 29498.
والله أعلم.