عنوان الفتوى : إسكان الأم مع الزوجة في مسكن واحد

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أعيش خارج موطني، وأعمل عملًا جيدًا -ولله الحمد-، ومتزوج، ولديّ أطفال.
وتريد أمّي أن تنتقل من موطني إلى البلد الذي أعيش فيه؛ لأن الوضع لا يطاق في موطني -ومعها حق في ذلك-، وبسبب بعض المشاكل بين زوجتي وأمّي، تطلب زوجتي الطلاق إذا قدمت أمّي للعيش معنا، وأنا لا أريد أن أخسر زواجي، ولكني أريد إرضاء أمي؛ لإرضاء ربي، وأمّي سوف تقضي ستة أشهر عندي، وستة أشهر في موطني، فاقترحت زوجتي أن أستأجر منزلًا لأمّي خلال فترة إقامتها هنا، وأنا لا أجد ذلك منطقيًّا؛ لأنها سوف تأتي وحدها، وبسبب ارتفاع إيجار البيوت، وليس من المنطقي أن أستأجر بيتًا لستة أشهر، ثم يبقى فارغًا ستة أشهر؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرًا على حرصك على البرّ بأمّك، ورعايتها، ونسأله تعالى أن يرزقك رضاها؛ لتنال رضا الله سبحانه، ففي رضا الوالدين رضا الرب تبارك وتعالى، كما ثبت في السنة الصحيحة.

وإن أمكنك أن تتفاهم مع زوجتك، وتقنعها بالموافقة على سكنى أمّك معكم في البيت؛ فهو أمر حسن

وينبغي أن تعينك على البرّ بأمّك؛ فإن هذا مما تكتسب به المرأة مودة زوجها، وتقوى به العشرة.

وإن أصرّت على الامتناع، فذلك من حقها؛ فقد نصّ الفقهاء على أن من حق الزوجة أن تكون في مسكن مستقل، لا يكون معها فيه أحد من أقارب الزوج، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 116753.

وإن كان في بيتك متسع بحيث تجعل أمّك في جانب منه مستقل بمرافقه؛ فلا حرج في ذلك، كما هو مبين في الفتوى: 333169.

وإن لم يكن ذلك ممكنًا -لضيق البيت مثلًا-، فابحث عن سبيل لاستئجار بيت لها، وخادم مأمونة تعينها، وتؤنس وحشتها، وتعاهدها بالزيارة، وتفقد حالها.

وكون البيت سيبقى خاليًا ستة أشهر، يمكنك أن تبحث عن حل له -بإيجاره لآخر مثلًا- حتى ترجع أمّك مرة أخرى، أو أي حل آخر.

ونوصيك في الختام بالاجتهاد في الإصلاح بين أمّك وزوجتك، وتذكيرهما بأهمية هذه العلاقة التي جعلها الله بينهما -نعني المصاهرة-، وأنها باب للخير وكثير من مصالح الدنيا والآخرة؛ ولذلك كانت محط نظر الشيطان واهتمامه، يسعى من خلالها للإفساد، ونشر البغضاء؛ فالحزم كل الحزم في أن لا يترك له مجال ليحقق هذه الغاية.

والله أعلم.