عنوان الفتوى : توبة من صور شخصا يقوم بالاستحمام

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السؤال

أرجو منكم يا سادتي أن تروا كلَّ رسالتي وتدققوا فيها، وأرجو أن تستمعوني جيدا، فإنّي لا أعرف كيف أنا إلى الآن ما أزال على قيد الحياة، فقد يئست. منذ عامين تقريبا وسوس لي الشيطان أن أنظرَ لقريبتي، وهي تستحم، ثم بعد ذلك وسوس لي أن أقوم بتصويرها، ونفس الفعل هذا قمت به مع قريبتي الأخرى، ومع عدة أشخاص، وواللهِ تمنيتُ لو ألقى حتفي قبل ذلك، والله إنّ الندمَ ليكادُ أن يأكلني، والله ما كان ليهنأ لي عيشٌ كلما ذكرت ذنبي ذلك. أراه عظيما، وأراه من الصعب أن يغتفر.
والمشكلة الأكبر هاتفي الذي قمت بفعل تلك الفعلة به، قد قمت ببيعه، وأخشى أن يقوم باسترجاع الفيديو والصور ذلك الذي اشتراه منّي، أو أنَّ تطبيقا من التطبيقات قام بسرقة تلك الصور والفيديوهات، وإن صارَ ذلك؛ فهل الذنب عليّ أم على الذي قام بأخذ الفيديوهات -إن أخذها-؟
وكيف أتوب من ذلك؟ لن أقول ندمي يكاد أن يأكلني، بل سأقولُ ندامتي، ندامتي التي تختلف عن ندمي، ندامتي التي ستبقى معي حتى القبر.
هل علي أن أتوب من ذلك توبةً دون إخبار من قمت بتصويره؟ أو أخبره؟ فإني لو أخبرته سيفضي الأمر إلى ما لا يحمد عقباه.
شكرا.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فلا شك في خطورة هذا الجرم الذي قمت به، وهو الاطلاع على من يقوم بالاستحمام، والأدهى والأمر ما قمت به من تصوير هؤلاء الأشخاص، وقد جاء الشرع بالأمر بالاستئذان عند دخول البيوت؛ صيانة لأعراض الناس من اطلاع الآخرين عليها، ويمكن مراجعة فتوانا: 258292.

  ومع عظم ما فعلت، فإن عفو الله ومغفرته أعظم، فباب التوبة مفتوح، فأقبلي على ربك، وتوبي إليه توبة نصوحا، وأحسني الظن به، فهو عند ظن عبده به. ولا يلزمك إخبار هؤلاء الأشخاص بما فعلت، بل يكفيك أن تكثري من الدعاء، والاستغفار لهم، والإكثار من عمل الصالحات.

قال الغزالي في الإحياء: ومن اجتمعت عليه ‏مظالم، وقد تاب عنها، وعسر عليه استحلال أرباب المظالم؛ فليكثر من حسناته ليوم القصاص، ويُسِّر ببعض الحسنات بينه وبين ‏الله بكمال الإخلاص، بحيث لا يطلع عليه إلا الله، فعساه يقربه ذلك إلى الله تعالى، فينال به لطفه الذي ادخره لأحبابه المؤمنين ‏في دفع مظالم العباد. اهـ. 

وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى: 18180. وهي عن التوبة من الحقوق المعنوية.

  ويجب عليك إزالة ما يمكنك إزالته من آثار هذه المعصية، وما تعجزين عنه، فلا حرج عليك فيه، فالتكليف بالاستطاعة، قال تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا {الطلاق:7}، وانظري الفتوى: 422989.

وننبه إلى أهمية اجتناب أسباب الانحراف عن الصراط المستقيم، وأهمية سلوك سبيل الحق والاستقامة على طاعة الله، ويمكنك الاستفادة من هذه الفتاوى: 12928، 10800، 1208.

والله أعلم.