عنوان الفتوى : الأمراض ابتلاء من الله

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السؤال

ما حكم من أقسم، وحلف بالله على أنه لن يمارس العادة السرية مرة أخرى، لكن بعد فترة لم يصبر، وطلب من الله المسامحة ومارسها؟
كذلك ما حكم من سب الرب عند غضبه، وتراكم المشاكل عليه، ثم ندم بعد ذلك، واستغفر الله؟
أنا مريض الآن، ولم أجد تفسيرا لمرضي هل هو نفسي، أو عضوي، أو روحاني. قمت بعديد من الفحوصات، ولم أجد شيئا، مع العلم أنا مسلم، ولا أعلم هل هذا ابتلاء من الله، أو من المشاكل التي مررت بها؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فنسأل الله لك الهداية، والشفاء، والعافية. ولا ريب في أن سب الرب -جل وعلا- من أغلظ الكفر، والغضب ليس عذرا -إلا لو كان الشخص قد زال عقله، ولم يدر ما يقول-، لكن التوبة تصح من تلك الموبقة العظيمة كسائر الذنوب، وانظر الفتويين: 143449423274 .

وأما العادة السرية: فهي محرمة، واليمين على تركها يجب الوفاء به، وتجب كفارة اليمين في حال الحنث، وانظر الفتوى: 302311 .

وأما الأمراض: فهي ابتلاء من الله كسائر ما يُقَدَّر على العباد ، قال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً {الأنبياء:35}.
جاء في تفسير الطبري: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) يقول تعالى ذكره: ونختبركم أيها الناس بالشر وهو الشدة نبتليكم بها، وبالخير وهو الرخاء والسعة العافية فنفتنكم به. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
قال ابن عباس، قوله (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) قال: بالرخاء والشدة، وكلاهما بلاء.
عن ابن عباس، قوله (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ) يقول: نبتليكم بالشدة والرخاء، والصحة والسقم، والغنى والفقر، والحلال والحرام، والطاعة والمعصية، والهدى والضلالة.
عن قتادة، قوله (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) يقول: نبلوكم بالشر بلاء، والخير فتنة.
قال ابن زيد، في قوله (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) قال: نبلوهم بما يحبون وبما يكرهون، نختبرهم بذلك لننظر كيف شكرهم فيما يحبون، وكيف صبرهم فيما يكرهون. اهـ.

وعلى العبد أن يقابل الأمراض بالصبر، مع بذل الأسباب في مدافعتها والتداوي منها، وراجع الفتاوى: 44891 - 75633 - 306499 - 272722 .

والله أعلم.