عنوان الفتوى : الدراسة بين تعنت الزوج ورغبة الزوجة
السؤال
أنا متزوجة منذ سبعة أشهر، ولله الحمد.
قرأت كثيرا عما يخص الزوج والزوجة من أحكام وحقوق وواجبات، لكن أشكلت علي مشكلة، فيما يخص طاعة الزوج، وهي: زوجي لا يتقبل فكرة النقاش والحوار قبل اتخاذ القرار، ويتمسك برأيه ويرغمني عليه، حتى لو لم يكن هنالك ضرر عليه إذا وافق، وربما يترتب على هذا القرار فوات فرصة دراسية لي؛ لأني متفرغة حاليا.
ومثال آخر: أرى أن لغرفة النوم حرمة، ولا يصح أن يدخلها سوى الزوج والزوجة، وقبل عدة أيام أقامت أم زوجي في بيتنا، وأراد زوجي أن أضع أغراضها وملابسها في غرفة نومنا. وأخبرته بأن هذا ينافي ما تربيت عليه، ولم أطعه في ذلك لشدة وصعوبة الموقف علي.
فرفض أن ينام في غرفة النوم، وبات ليلته في غرفة الضيوف مع أمه.
فهل أنا آثمة في ذلك؟ وهل يحق له أن يأمرني بهذه الأمور، وأن ينام في غير غرفة النوم؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي أن يسود بين الزوجين التفاهم والاحترام في كل ما تتعلق به مصالحهما؛ لأن هذا أدعى لتعزيز المودة بينهما وإدامة العشرة.
ولا شك في أن الشرع الحكيم قد جعل القوامة للزوج على زوجته، وهي قوامة ترتيب وتدبر لأمر البيت، لا قوامة تسلط، فلا يجوز للزوج استغلالها في منع زوجته شيئا من حقها.
وفي المقابل على الزوجة أن تطيع زوجها فيما يجب عليها طاعته فيه، وهي طاعة ليست مطلقة، ولكنها مختصة بأمور النكاح وتوابعه، كما نص على ذلك الفقهاء.
ولمزيد الفائدة، راجعي الفتوى: 16032، والفتوى: 50343.
ومما يتعلق بالنكاح وتوابعه منع الزوجة من الخروج من البيت بغير إذنه إلا لضرورة، سواء كان خروجها للدراسة أم لغيرها، ويمكنك الاطلاع على الفتوى: 194937.
وينبغي للزوج أن يسمح لزوجته بالدراسة إن لم يترتب على ذلك أمر محرم كالاختلاط ونحوه، ولم يترتب على هذه الدراسة تفريط في واجب من واجباتها في تدبير أمور البيت. وإذا اشترطت على زوجها قبل العقد الدراسة وجب عليه الوفاء بهذا الشرط ، وانظري الفتوى: 123860.
وإذا كان هذا البيت ملكا لزوجك، فلا حرج عليه في أن يضع أغراض أمه في غرفة النوم، إن لم يترتب على ذلك ضرر فيما يتعلق بخصوصياتك. وليس من حقك الاعتراض على مجرد وضع أغراض أمه في الغرفة، وراجعي الفتوى: 313795.
ونوم الزوج مع زوجته في غرفة واحدة، نوع من حسن العشرة بينهما، ولكنه ليس بلازم، فلا حرج في أن ينام في غرفة أخرى غير غرفة النوم. وراجعي الفتوى: 131777.
وننصح في الختام باجتهاد الزوجين في تهوين الأمور، وعدم النظر إليها بشيء من الحساسية ونحو ذلك، مما قد يكون سببا للمشاكل بينهما.
والله أعلم.