عنوان الفتوى : حكم امتناع الزوجة من علاج النحافة
زوجتي نحيفة، وأرى أن ذلك لا يكفيني معها كزوجة، وأريد منها أن تذهب للطبيبة، واستشارتها في ذلك دون أيِّ أذًى، وأنا زوج جديد، وأعاني بشدة، وأفكر كثيرا وكثيرا، ويرهقني الأمر بسبب رفضها لطاعتي في ذلك الأمر، مع قولها إنها لا ترضيني في جسدها، وأني كان يجب عليَّ أن أختار زوجة غيرها؛ أجمل؛ ولكن تزوجتها.
فهل يجب عليها طاعتي؟ وهل أنا آثم في طلبي هذا؟ وهل كان من الممكن تركها، وعدم زواجي منها بسبب هذا الشيء؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا إثم عليك في سؤال زوجتك الذهاب إلى الطبيبة لمعرفة سبب النحافة وعلاجها إن أمكن بلا ضرر. والظاهر -والله أعلم- أنه لا يجب على زوجتك طاعتك في ذلك.
جاء في كتاب الحاوي الكبير للماوردي الشافعي عند الكلام عما يجوز للزوج أن يجبر زوجته فيه، وما لا يجوز إجبارها فيه: ولا على أن يجبرها على دواء في مرض، أو سمنة في صحة. اهـ.
وينبغي عليكما التفاهم في هذا الأمر، ولا ينبغي لزوجتك أن تمتنع من طاعتك في شيء يسرّك ولا يضرّها.
وقد كان يجوز لك تركها، وعدم الزواج منها لهذا السبب؛ لكن لا ينبغي عليك أن تشغل نفسك بما فات، ولكن اشغل نفسك بما ينفعك الآن. ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللهِ، وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ.
والله أعلم.