عنوان الفتوى : حكم جعل نسبة من ثمن المبيع لجهات خيرية وإعلان ذلك
بسم الله الرحمن الرحيمفضيلة الشيخ: نرجو الإجابة وإرسالها على العنوان الظاهر إن أمكن جزاكم الله خيراً، نظراً للمنافسات التجارية الحالية في الأسواق الإنتاجية وبحكم عملي كمدير لإحدى المنشآت الكبرى في هذا البلد قررت خوض هذه المنافسات بشيء يعود مردوده لمصلحة الناس جميعاً، وذلك خلال عرض المنتوجات التي تنتجها المنشأة التي أديرها تحت شعار: (أخي المستهلك: اشتر أي قطعة من...... واعلم أن نسبة مئوية من سعر المبيع عائدة إلى المنشآت الخيرية ومساعدة الفقراء والمحتاجين). ملاحظات : 1ـ إن قيمة السلعة التي سوف أدخل بها المنافسة التجارية سعرها بعد المنافسة كما هو قبل المنافسة بدون زيادة، وبدون تعديل على جودة المنتج وصلاحيته. 2ـ إن كلمة المنشآت الخيرية تضم: ـ مساعدة المدارس الشرعية بمبالغ قيمة تسلم بإيصال معتمد. ـ إقامة بعض المشاريع التي يحتاجها الناس ـحسب الظرف الراهنـ. ـ مساعدة الفقراء من خلال إقامة مراكز لتسجيل عناوين العائلات الفقيرة وهذه المراكز تقوم بالمساعدات المطلوبة بعد التحقق. 3ـ إن الغاية من هذه المنافسة وهذا الإعلان زيادة حجم المبيعات لمنتجات الشركة مرتبط بمشاريع خيرية تعود على الناس بالمصلحة والمنفعة، أخيراً أرجو من مقامكم الكريم تسجيل ملاحظاتكم إيجاباً أو سلباً بشكل موضح؟ أدامكم الله منارات للهدى والحق ودمتم باحترام.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا مانع من جعل نسبة من ثمن المبيع لصالح الجهات الخيرية، بل يُعد ذلك من أعمال البر، ووجوه الخير، لما فيه من إعانة الفقراء، ومساعدة المحتاجين، ولا مانع أيضاً من إعلان ذلك للمستهلكين لزيادة المبيعات التي تؤدي في النهاية إلى زيادة المال الذي رُصد لصالح الجهات الخيرية، بشرط أن يلتزم صاحب السلعة بعدم زيادة ثمنها الأصلي، مع المحافظة على جودتها التي هي عليها، والوفاء بما أخذه على نفسه من اقتطاع هذه النسبة لصالح المنشآت الخيرية، وليعلم أن الله عز وجل مطلع عليه وليحذر من الاتصاف بصفات المنافقين الذين قال الله في شأنهم: وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ* فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ* فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ [التوبة:75-76-77].
والله أعلم.