عنوان الفتوى : الدعاء بشيء لم تتوفر أسبابه، هل يعد من التعدّي في الدعاء؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السؤال

هل يجوز التخطيط للمستقبل على طريقة الدعاء -فالأخذ بالأسباب، والجهد في ما أتمنى، مستحيل- بأن أقول: يا رب، ارزقني كذا، ثم كذا، ثم كذا، أم إن ما أفعل من التعدي في الدعاء؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فاعلمي أولًا أن معنى الاعتداء في الدعاء مثل أن يدعو بمُحال، أو معصية، أو يطلب منزلة نبي، أو نحو ذلك، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: فَالِاعْتِدَاءُ فِي الدُّعَاءِ تَارَةً بِأَنْ يَسْأَلَ مَا لَا يَجُوزُ لَهُ سُؤَالُهُ مِنْ الْمَعُونَةِ عَلَى الْمُحَرَّمَاتِ. وَتَارَةً يَسْأَلُ مَا لَا يَفْعَلُهُ اللَّهُ، مِثْلَ أَنْ يَسْأَلَ تَخْلِيدَهُ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، أَوْ يَسْأَلَهُ أَنْ يَرْفَعَ عَنْهُ لَوَازِمَ الْبَشَرِيَّةِ: مِنْ الْحَاجَةِ إلَى الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ، وَيَسْأَلَهُ بِأَنْ يُطْلِعَهُ عَلَى غَيْبِهِ، أَوْ أَنْ يَجْعَلَهُ مِنْ الْمَعْصُومِينَ، أَوْ يَهَبَ لَهُ وَلَدًا مِنْ غَيْرِ زَوْجَةٍ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا سُؤَالُهُ اعْتِدَاءٌ لَا يُحِبُّهُ اللَّهُ، وَلَا يُحِبُّ سَائِلَهُ.

وَفُسِّرَ الِاعْتِدَاءُ بِرَفْعِ الصَّوْتِ أَيْضًا فِي الدُّعَاءِ. اهــ.

فإذا كان ما تريدين أن تدعي به خاليًا من هذا الاعتداء؛ فلا حرج أن تدعي به، ولو كانت أسبابه ليست متوفرة وقت الدعاء؛ فإن الله تعالى خالق الأسباب ومسبباتها.

ونعتذر عن النظر في بقية أسئلتك؛ لأننا بيّنّا في خانة إدخال الأسئلة أنه لا يسمح إلا بإرسال سؤال واحد فقط في المساحة المعدة لذلك، وأن الرسالة التي تحوي أكثر من سؤال، سيتم الإجابة عن السؤال الأول منها، وإهمال بقية الأسئلة.

والله أعلم.