عنوان الفتوى : المعاصي يقود صغيرها إلى كبيرها

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السؤال

عمري 21 سنة، وقد سافرت إلى الخارج عندما كان عمري 18 سنة لأكمل الدراسة، وتعرفت إلى ناس كثير سيئين، لكني -والحمد الله والشكر- ما سلكت سبيلهم، واستمرت سفرياتي حتى وصلت أخيرًا إلى دولة سأكمل فيها الدراسة -إن شاء الله-، ولكن المناظر مغرية في الشارع، وأغض البصر عنها، وقد تعرفت إلى فتاة على الإنترنت، واستمرت صداقتنا مدة سنة، وكنت أكلمها دائمًا؛ لأني وحيد، وطلبت مني يومًا أن أصوّر لها صورة سيئة، فصوّرتها، فهل ينطبق عليَّ حكم الزاني؟ فأنا أخاف من هذا الشيء، وأخاف بفعلتي هذه أن أكون مثل أولئك الناس الذين كنت أدعو ربي أن لا أكون منهم.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فإننا أولًا نشكرك على حرصك على طاعة ربك، وخوفك مما يسخطه عليك، ونهنئك على ما مَنَّ الله به عليك من الوقاية من تلك المحرمات التي ذكرت، فجزاك الله خيرًا، ونسأل الله عز وجل أن يزيدك تقىً، وصلاحًا، وأن يحفظك، ويحفظ لك دِينك.

وبالنسبة لحالك، فأنت قد أحسنت من هذه الجهة، ولكن قد أسأت إساءة عظيمة بإقامة علاقة صداقة مع هذه الفتاة، والتواصل معها؛ وبذلك تكون قد فتحت على نفسك بابًا إلى الشر، قادك إلى ما ذكرت من أمر الصورة السيئة.

ولا يفيدك كثيرًا إن كان هذا الفعل في حد ذاته زنى أم لا، وإنما الذي يفيدك ويهمّك أن تعلم أنك ارتكبت جملة من المعاصي، يقودك صغيرها إلى كبيرها كما رأيت؛ فالمعصية تنادي على أختها، فإن لم تتدارك نفسك، وترجع إلى رشدك، وتتب إلى ربك؛ فستقع فيما تخشاه من الأمور العظام التي لا زلت الآن في عافية منها، حسبما ذكرت. 

فالشيطان للإنسان بالمرصاد، وقد حذّر الله من كيده، ومكره، فقال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّه {النور:21}.

فتب إلى الله سبحانه، واقطع أيَّ علاقة بهذه الفتاة، واحرص على كل ما يعينك على الاستقامة، واجتناب سبل الانحراف، وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى: 12928، 10800، 1208.

والله أعلم.