عنوان الفتوى :

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

مدير إدارة يضع أمامه على مكتبه مجسمين كبيرين أحدهما لمسجد والآخر لكنيسة، تعبيرا عن الوحدة الوطنية بين المسلمين والنصارى، بم تنصحونه؟ جزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن وحدة الوطن لا تعني وحدة الدين، أو تعظيم شعائر غير المسلمين، فالإسلام لم ينكر وجود غير المسلمين في بلاد المسلمين، بل أقر ذلك ووضع لهم من الأحكام ما يكفل حفظ حقوقهم ويرعى شؤونهم، حتى ألف علماء الإسلام في ذلك المؤلفات وصنفوا المصنفات، ومن أهم ما ألف في هذا المجال، كتاب أحكام أهل الذمة لابن القيم الجوزية، وكتب السياسة الشرعية لابن تيمية والماوردي، وكتاب الخراج لأبي يوسف، وغير ذلك، وراجع الفتوى رقم: 33974، والفتوى رقم: 29373. أما عن الأخ الذي وضع مجسم المسجد بجوار مجسم الكنيسة، فإن كان قصده بذلك التسوية بين دين الإسلام، ودين النصارى، فهذا أحد المكفرات المخرجة من الإسلام، وإن كان قصده التفضيل لدين النصارى على الإسلام، فالحكم بكفره هنا أولى، والواجب عليه أن يعود إلى الإسلام، وذلك بأن ينطق بالشهادتين ويتبرأ من غير دين الإسلام، أما إن لم يكن يقصد شيئاً من ذلك، وكان فعله هذا مجرد اتباع لفكرة وحدة الوطن، فإنه يأثم، ويجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى لإظهار شعار الكفار، ورفع شأنه، وذلك بإزالة هذه الصورة والندم على اقتنائها في الماضي، والعزم على عدم العودة إليه في المستقبل. والله أعلم.