عنوان الفتوى : ملء زجاجات الماء ليشرب منها أهل البيت بنية الإعانة على الطاعة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السؤال

أحد الأشخاص يملأ زجاجات المياه في بيته؛ بنية أخذ ثواب من يشرب منها، والإعانة على الطاعة، فهل يحصل على الثواب بهذه النية؟ وهل يحصل على ثواب الأعمال الصالحة التي يقومون بها بسبب شرب هذه المياه؟ وفي رمضان يقوم بملء الزجاجات؛ بنية الحصول على ثواب من فطَّر صائمًا، فهل يحصل على ذلك الثواب عمّن أفطر على هذه المياه؟ وإذا تسحر منها أحد، فهل يأخذ ثواب السحور، والإعانة على الطاعة والصيام؟ وجزاكم الله عز وجل خيرًا.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: 

فقد روى أحمد، وأبو داود، والنسائي من حديث سعد بن عبادة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أفضل الصدقة سقي الماء. ورمز السيوطي لصحته، وحسنه الألباني.

وفُسِّر سقي الماء في بعض الروايات بأن يحمله إليهم إذا غابوا، ويكفيهم إياه إذا حضروا، قال المناوي: 1261 - (أفضل الصدقة سقي الماء) لمعصوم محتاج، وفسّره في رواية الطبراني بأن يحمله إليهم إذا غابوا، ويكفيهم إياه إذا حضروا. وقال الهيثمي: إن رجال هذه الرواية رجال الصحيح. ولا عطر بعد عروس، وزاد -أعني الطبراني في رواية أخرى سندها مجهول بعد قوله: سقي الماء-: ألم تسمع إلى أهل النار لما استغاثوا بأهل الجنة {أفيضوا علينا من الماء}، قال الطيبي: وإنما كان أفضل؛ لأنه أعم نفعًا في الأجور الدينية والدنيوية؛ ولذلك امتنّ الله علينا بقوله: {وأنزلنا من السماء ماء طهورًا لنحيي به بلدة ميتًا ونسقيه} الآية. وإنما وصف الماء بالطهور؛ ليشير إلى أن الغرض أنه أصل في الأثر، أي: إزالة الموانع من العبادة، وباقي الأغراض تابعة. انتهى.

إذا علمت هذا؛ فما يفعله هذا الشخص من ملء زجاجات الماء ليشرب منها الناس، فعل حسن، ويرجى أن يكون داخلًا في هذا الحديث، وفضل الله واسع، فيرجى أن يحوز ثواب الصدقة بالماء على من شرب هذا الماء.

وأما أنه يأخذ ثواب أعمالهم الصالحة؛ فلا نعلم ما يدل على ذلك، اللهم إلا أن يكون من باب الإعانة على العبادة، إذا استحضر ذلك.

وإذا تسحروا بهذا الماء، فله الأجر -إن شاء الله تعالى-، وكذا يرجى له تحصيل أجر تفطير الصائم؛ على القول بأن أجر تفطير الصائم يحصل ولو بجرعة ماء. وراجع لتفصيل هذه المسألة الفتوى: 139921.

والله أعلم.