عنوان الفتوى : لا يوصف أذان الحرم المدني بالكراهة
أرجو إعطائي إجابة واضحة هل الأذان الذي نسمعه في الحرم النبوي مكروه أم لا وشكرا لكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا يمكن وصف أذان الحرم المدني بالكراهة. فقد نص أهل العلم على أن على المؤذن أن يترسل ويتمهل في الأذان، ويرفع به صوته رفعاً معتاداً ويحسنه، ويدرج الإقامة ويحدرها. فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن زيد أن يلقي الأذان على بلال -رضي الله عنهما- لأنه أندى صوتاً. والحديث رواه أحمد وأبو داود وغيرهما. وكان بلال يصعد على سطح دار بجانب المسجد أعلى منه ليرفع من فوقها الأذان. رواه أبو داود، وهذا يدل على استحباب رفع الصوت بالأذان وتحسينه به، على ألا يخرج ذلك عن حد الوقار والخشوع.. أو يصل إلى التغني والتطريب به، أو مد حروفه التي لا تستحق المد، أو إشباع حركاته حتى تتولد منها حروف أخرى، فهذا وما أشبهه لا ينبغي. وقد نص أهل العلم على كراهة التكلف في الأذان وتمطيط حروفه والتطريب فيه. فقد روى ابن أبي شيبة في مصنفه: أن مؤذنا أذن فطرب في أذانه فقال له عمر بن عبد العزيز أذن أذانا سمحاً وإلا فاعتزلنا وقال صاحب كفاف المبتدي وهو مالكي المذهب: وكرهوا التطريب والتحزين ما لم يتفاحشا وإلا حرما وكرهوا الإسراف في أمداده حتى يطول المد عن معتاده وكرهوا تمطيطه وبطحــــــا حروفه وطلبــــوه سمــحـا وقال صاحب أسنى المطالب وهو شافعي المذهب: ويكره تمطيطه أي تمديده والتغني به. والأمر في تحديد التفاحش في الأذان والتكلف فيه يرجع إلى أهل المعرفة وأصحاب الطبائع السليمة، أو ما يخرجه عن كونه ذكراً أو عن حد الوقار.. كما قال عبد الباقي وهو أحد أئمة المالكية. وعلى هذا فلا يمكن وصف أذان الحرم المدني بالكراهة، لأنه لم يصل إلى الحد الذي ذكرنا -من وجهة نظرنا على الأقل-، ينضاف إلى هذا أنه يتردد على مسامع أهل العلم والمعرفة من أنحاء العالم الإسلامي ولم نر من أنكره. والله أعلم.