عنوان الفتوى : طريقة التعامل مع الخطيبة كثيرة الطلبات
أنا في العشرين من عمري، خطبت منذ أكثر من سبعة أشهر، وكنت في عمل ممتاز، ووظيفة، وكان متيسرا عندي كل شيء، ولله الحمد وحده. ومنذ أكثر من شهرين حصلت لدي مشكلة، وأخرجت من عملي، وخسرت كل ما أملك إلا رحمة الله، وكنت أتكلم مع خطيبتي على الجوال كل يوم نصف ساعة، حتى لا أفقد لذة الحلال بعد الزواج.
أنا حفظت كتاب الله تعالى، ولله الحمد على منه وكرمه.
أما بالنسبة لموضوعي. فخطيبتي أبوها متوفى، وأمها متزوجة، وتوجد اختلافات بين أهل الأب وأمها. عندما خسرت كل شيء صار عمات خطيبتي يجعلونها تكرهني، وتطلب مني هدايا، وتطلب مني لباسا، وأنا لست مسؤولا عنها، وعندما قلت لها ليس عندي مال حاليا. قالت وما ذنبي أنا. صديقاتي اللواتي خُطِبن خطباؤهن أعطوهن هدايا خواتم ذهب في العيد، وأنت لم تعطني، ولم تقل لي ماذا سوف تعطيني. وكلامها هذا قبل العيد بيومين. أنا عندي مال مصروف فقط، أبي يرسل لي مصروف أكل وشرب، لا أكثر. حدثت أبي بهذا الموضوع قال لي قل لهم طلبتم مهرا غاليا، وقلتم من أجل عيون الناس، والآن تطلبون خاتم ذهب على العيد من أجل عيون الناس، أنا كلمت الجد في هذا الأمر، فغضب كثيرا، وقال ألا ترين أنه الآن في ظرف عصيب.
عندها محاسن، وعندها مساوئ، عندها حب في التشبه بالآخرين، وعندها حب في أنت تكون أمام أعين الناس أن خطيبها يحبها، ومن حبه لها يعطيها هدايا ثقيلة و...و... إلخ.
يا شيخ والله إني أحبها، ولكن بنفس الوقت تعبت كثيرا، كنت أبحث عن فتاة تحبني وتفهمني، وتعيش معي على الخير والمكروه، في الشدة والرخاء.
عندها فطرة سليمة، ولكن بنفس الوقت تعبت من كلامها المادي، وأنا أعتقد أن عماتها يعلمنها؛ لأن عندنا في القرية سمعت عنهن بعضا من الأشياء التي فيها من العليم لبعض النساء على أزواجهن.
يا شيخ والله العظيم إني محتار، إن تزوجتها هل ستكون معي مثل الخطبة؟ تطلب مني المال، وتقول صديقتي عندها كذا وكذا، وانا ليس عندي، لماذا لا تذهب وتحضر لي؟ أم إذا صبرت واحتسبت، ودعوت الله يكون أفضل.
وللعلم أنا أمس اقترضت مالا، واشتريت لها خاتم ذهب، لا لأعين الناس، بل لأني قلت عسى أن تنصلح، وتحس بحبي لها.
وفيها شيء آخر أيضا أقول لها لا تضعي حالات أغاني، ولكن لا تسمع مني، وأقول لها البسي لباسا شرعيا، تقول: ألبس خمارا فقط؛ لأن جدتي لا تسمح لي.
يا شيخنا الفاضل موضوعي فيه مشاكل.
وحياكم الله، وبارك الله فيكم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالحياة الزوجية مشوار طويل، قد تكتنفها كثير من الأمور التي قد تهدد استمرارها، فلا ينبغي أن تقوم على مجرد أحاسيس عاطفية، بل أساسها الشرعي دين الفتاة وخلقها، ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها. فاظفر بذات الدين، تربت يداك.
وهذا لأن ذات الدين أرجى أن تعين زوجها في أمر دينه ودنياه، وأن تعيش معه الحياة بغناها وفقرها، وحلوها ومرها.
فَلْتَدْعُ مخطوبتك هذه بطريقة مناسبة إلى الاستقامة والاقتداء بالصالحات، فإن استجابت، فلا تفسخ خطوبتها، وإلا فالأفضل فسخ الخطبة؛ إذ هو أهون من أن يتم الزواج، ويكون بعده الخصومة، والشقاق، ثم الطلاق، والفراق.
هذا مع العلم بأن فسخ الخطبة جائز، وخاصة إن دعا إليه سبب، ويكره إن لم يكن لسبب مقبول. وانظر الفتوى: 18857.
ولم نفهم ما تعني بكونها ترتضي لبس الخمار، وتأبى اللباس الشرعي، والمقصود باللباس الشرعي الستر، فإن كان هذا المعنى متحققا بلبس ما أسمته بالخمار، فإنه كاف، ولمعرفة مواصفات اللباس الشرعي للمرأة راجع الفتوى: 6745.
وفي نهاية المطاف إن تيسر لك الزواج منها، فالحمد لله، فالنكاح من أفضل ما يكون للمتحابين، كما ثبت في السنة، وإن لم يتيسر لك الزواج منها، فاقطع كل علاقة لك بها، وتب إلى الله -عز وجل- مما حدث منك من التواصل معها يوميا، فمحادثة الأجنبية لا تجوز إلا لحاجة، هذا بالإضافة إلى أن المخطوبة أجنبية عن خاطبها حتى يعقد عليها، وانظر الفتوى: 21582، والفتوى: 329266.
والله أعلم.