عنوان الفتوى : شراء الشهادة من التزوير والكذب

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

درست الطب لمدة ست سنوات، وحتى يتم تسجيلي كطبيبة في بلدي يجب أن أكمل سنة أخرى كمتدربة، والحصول على شهادة. بعدها يمكنني ممارسة المهنة. كانت لدي ظروف منها الاغتراب، فلم أستطع أن أبدأ التدريب مباشرة بعد التخرج. عدت بعد سنتين إلى وطني لعمل سنة التدريب، ولكن لا توجد وظيفة شاغرة، ويجب علي الانتظار إلى أن تظهر واحدة. في هذه الأثناء أنا مضطرة للبقاء بعيدا عن زوجي (هو الآن في دولة الاغتراب الأجنبية) مدة البحث عن وظيفة شاغرة إضافة لسنة الامتياز. وأنا أخاف من الفتنة، خاصة أننا في بداية حياتنا الزوجية. في بلدي بالإمكان أن أستخرج هذه الشهادة بدفع مبلغ من المال. وقد تم بالفعل استخراجها من قبل لعدد من الأطباء. فهل يمكنني أن أحصل عليها بهذه الطريقة؟ مع العلم أن مجال تخصصي في المستقبل لا علاقة له بما سيتم التدريب عليه خلال هذه السنة، ولن تنقص من أدائي كطبيبة، وإنما هي برتوكول مُتَّبع، وفي الدولة التي سأعمل بها -إن شاء الله- مجموع سنين دراسة الطب بالإضافة إلى سنة التدريب يبلغ ست سنوات، أي نفس عدد سنين الدراسة في جامعتي. آسفة على الإطالة.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فهذا العمل نوع من أنواع الغش والتزوير المحرم، لقول الله تعالى: فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ. [الحج:30]. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: من غش فليس منا. رواه مسلم.
قال الراغب: الزور: الكذب. اهـ  وقال الحافظ: ضابط الزور: وصف الشيء على خلاف ما هو به، وقد يضاف إلى القول فيشمل الكذب والباطل، وقد يضاف إلى الشهادة فيختص بها، وقد يضاف إلى الفعل ومنه: لابس ثوبي زور، ومنه: تسمية الشعر الموصول: زوراً. اهـ الفتح 10/426.
وذكر العلماء كما في الموسوعة الفقهية تحت كلمة التزوير: أن التزوير يشمل التزوير والغش في الوثائق والسجلات، ومحاكاة خطوط الآخرين، وتوقيعاتهم بقصد الخداع والكذب. اهـ
وخلاصة المسألة: أن شراء الشهادة لا يخرج عن التزوير والكذب، والكذب مراتب متفاوتة بحسب تفاوت مفاسده. 

وعليه؛ فلا يجوز لك ذلك مطلقا بغض النظر عن أهمية الشهادة في مجال العمل أو غيره، فلا يجوز تزويرها. وكون بعض الناس يفعل ذلك، فهذا لا يبيحه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا إمعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا. رواه الترمذي.

والله أعلم.