عنوان الفتوى : رفض الفتاة لشاب ذي خلق ودين بدعوى اختلاف العادات والتقاليد
تقدم لفتاة من أقربائي شاب متدين، يصلي، ويصوم، وذو أخلاق، يعمل في إحدى البلدان العربية، ولديه دخل مادي، وقد جمع المال الكافي للزواج، وهو يعيش مع أهله، وقد رفض أول مرة؛ لأن الفتاة تريد إنهاء سنة التخرج، وقد انتظر الشاب تخرج الفتاة، ثم عاد فطلبها، ورفضته لأنه يعيش في بيئة مختلفة عن بيئة مدينتنا -أقصد العادات والتقاليد-، فعندهم بعض التحرر والمخالطة في الأعراس والمجالس، ولكن الشاب جيد من ناحية الأخلاق والدين، وقد طلب الفتاة بالطرق الشرعية، فما حكم رفض الفتاة لهذا الشاب؟ مع العلم أن مشكلة العادات المختلفة لديهم يمكن حلها، ولها طرق أو شروط قبل الزواج. أرجو الإجابة -جزاكم الله عنا كلّ الخير-.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان الحال ما ذكرت من أن هذا الشاب صاحب دين، وخلق، فينبغي لهذه الفتاة أن تقبل به زوجًا، فقد حث الشرع الحكيم على قبول مثله، ففي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه، وخلقه، فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض. قال المناوي في فيض القدير: فزوجوه: ندبًا مؤكدًا. اهـ. وهذا يعني أنه لا يجب عليها القبول به، ولكنه يستحب استحبابًا مؤكدًا.
وكون البيئة التي يعيش فيها على الحال المذكور ليس بمانع شرعًا من القبول به زوجًا.
ومن جهته هو إن أمكنه إقناع الفتاة بالموافقة على أمر الزواج، فذاك، وإلا فليبحث عن غيرها، فالنساء كثير، وقد يبدله ربه من هي أفضل منها دينًا وتقى.
وليكثر من الدعاء، فإن الله تعالى لا يخيب من رجاه، فهو القائل: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.
والله أعلم.