عنوان الفتوى : أحكام نذر ترك المحرم

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أعطاني الله جسدا قويا، الحمد لله. وكنت بصراحة أعصي الله به في أشياء كثيرة. ثم ابتلاني الله في جسدي، وأصبحت أشعر بخمول وضعف عام، منذ حوالي سنتين إلى الآن. ثم قررت التوبة نهائيا، ونذرت لله، أني لن أعود إلى المعاصي السابقة. هل النذر شيء خاطئ؟ وهل يقبل الله التوبة هكذا فقط؟ مع العلم أني لم أظلم الناس، بل ظلمت نفسي فقط.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:               

 فنهنئك على توبتك, ونسأل الله تعالى أن يتقبل منك, وأن يثبتك على طريق الحق, وأن يوفقك لكل خير.

ثم اعلم أن الله تعالى يقبل توبة عباده, بل ويفرح بها, فمهما عظم الذنب، فإنّه لا يعظم على عفو الله، فمن سعة رحمة الله، وعظيم كرمه، أنّ العبد مهما أذنب، ثمّ تاب إلى الله توبة صادقة، فإنّ الله يقبل توبته، ويعفو عنه؛ قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى: 25 }. وقال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.

والتوبة تمحو ما قبلها، كما قال صلى الله عليه وسلم: التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ، كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ. حسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع.

أمّا إقدامك على النذر, فهو غلط؛ لأنه مكروه, وقد ثبت النهي عنه، كما تقدم تفصيله في الفتوى رقم: 56564.

ونذرُك هذا من قبيل نذر ترك المحرم, وأكثر أهل العلم على أنه لا ينعقد, وذهب بعضهم إلى أنه يلزم, فعلى القول بلزوم هذا النذر، تجب عليك كفارة يمين إذا عدتّ للمعاصي التي نذرت تركها, وانظر الفتويين: 15049، 141699.

وكان الأجدر بك أن تستعمل جسمك في مرضاة الله تعالى, وطاعته؛ فإن ذلك من شكر النّعم, وهو سبب لزيادتها؛ قال تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ {إبراهيم:7}.

 ولا شك أن استعمال نعم الله تعالى في معاصيه, من أسباب زوالها.

قال ابن القيم في بدائع الفوائد: وهل زالت عن أحد قط نعمة إلا بشؤم معصيته, فإن الله إذا أنعم على عبد بنعمة، حفظها عليه، ولا يغيرها عنه حتى يكون هو الساعي في تغييرها عن نفسه: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ. انتهى.

والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
نذر قبل موته ذبح عجل يوزع جزء منه على الفقراء وجزء على أهله
هل يجوز لمن نذر التضحية بخروف أن يبيعه ويشترك في ربع بقرة؟
لا تبرأ الذمة من النذر إلا بنية الوفاء به
انعقاد النذر بمثل صيغة: (سأتوقف عن فعل شيء ما)
حكم من قال (اشفني يا الله لأتصدق)(إن شفاني الله تصدقت)
من قال: "رب احمني، ولن أتكلم مجددًا في السياسة" ناويًا النذر
القدر اللازم في القيام لمن نذر قيام الليل
نذر قبل موته ذبح عجل يوزع جزء منه على الفقراء وجزء على أهله
هل يجوز لمن نذر التضحية بخروف أن يبيعه ويشترك في ربع بقرة؟
لا تبرأ الذمة من النذر إلا بنية الوفاء به
انعقاد النذر بمثل صيغة: (سأتوقف عن فعل شيء ما)
حكم من قال (اشفني يا الله لأتصدق)(إن شفاني الله تصدقت)
من قال: "رب احمني، ولن أتكلم مجددًا في السياسة" ناويًا النذر
القدر اللازم في القيام لمن نذر قيام الليل