عنوان الفتوى : معنى حديث: "الحسن مني، والحسين من علي"

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

"الحسنُ مِنِّي، والحُسَينُ من عليٍّ". الراوي: المقدام بن معد يكرب الكندي، المحدث: الألباني، المصدر: السلسلة الصحيحة الجزء أو الصفحة:811، حكم المحدث: إسناده حسن، رجاله ثقات. ما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الحسن مني، والحسين من علي"؟ وهل في ذلك مزية للحسن على الحسين؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في أن ذلك مزية للحسن على الحسين -رضي الله عنهما جميعًا- ويدل على ذلك سياق الحديث، فعن خالد بن معدان قال: وفد المقدام بن معدي كرب، وعمرو بن الأسود إلى معاوية، فقال معاوية للمقدام: أعلمت أن الحسن بن علي توفي؟ فرجع المقدام، فقال له معاوية: أتراها مصيبة؟ فقال: ولم لا أراها مصيبة، وقد وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره، وقال: هذا مني، وحسين من علي. رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي.

وأما معناه، فقال المناوي في فيض القدير: قال الديلمي: معناه أن الحسن يشبهني، والحسين يشبه عليًّا. اهـ.

وكان الغالب على الحسن الحلم، والإنابة، وعلى الحسين الجراءة، وشدة البأس، كعلي، فالشبه معنوي، وقيل: صوري. اهـ.

وذكر نحو ذلك الصنعاني في التنوير، والعَزِيزي في السراج المنير، والعظيم آبادي في عون المعبود.

على أن إسناد الحديث فيه كلام، فقد قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية: فيه نكارة لفظًا، ومعنى. اهـ.

وقال المنذري في مختصر سنن أبي داود: في إسناده: بقية بن الوليد، وفيه مقال. اهـ.

وضعفه الأرنؤوط في تحقيق مسند أحمد.

وقواه غيرهم؛ فقال المناوي: قال الحافظ العراقي: وسنده جيد. وقال غيره: فيه بقية صدوق، لكن له مناكير وغرائب وعجائب. اهـ.

والحديث حسنه الألباني.

ومما يدل على أن الحسن -رضي الله عنه- كان أقرب شبهًا بالنبي صلى الله عليه وسلم، منه لعلي -رضي الله عنه- ما رواه عقبة بن الحارث، قال: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وَحَمَلَ الحَسَنَ، وَهُوَ يَقُولُ: «بِأَبِي شَبِيهٌ بِالنَّبِيِّ، لَيْسَ شَبِيهٌ بِعَلِيٍّ» وَعَلِيٌّ يَضْحَكُ. رواه البخاري.

وعن أنس قال: لم يكن أحد أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي. رواه البخاري أيضًا.

والله أعلم.