عنوان الفتوى : حكم رياضة (MMA)

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أعتذر عن طول

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلعبة أو رياضة (MMA) هي رمز رياضة (فنون القتال المتنوع)، وقد جاء في ويكيبيديا (الموسوعة الحرة) التعريف بهذه الرياضة بأنها: رياضة قتالية، مزيج بين كثير من فنون الدفاع عن النفس -تقنيات، ومهارات مختلفة- تسمح القوانين باستخدام تقنيات الضربات المباشرة، والمسكات في وضعية الوقوف، أو على الأرضية، مما يسمح للمقاتلين بالدخول للرياضة بخلفيات مختلفة عن فنون القتال. انتهى.

وتبين لنا -مما اطلعنا عليه- أن هذه الرياضة أو اللعبة -كما يسميها بعضهم- لا تخلو من إلحاق الضرر بالوجه، وغيره من أجزاء البدن، بل إن الرياضة مبنية على ذلك، فصاحبها يجوز له أن يلكم المنافس على وجهه، أو يضربه في أماكن حساسة في الجسم، قد تؤدي إلى قتله، أو إعاقته إعاقة دائمة، وذلك فيه ضرر، وإضرار بالخصم، لا يقره شرع، ولا عقل.

وإذا سلمت الفنون القتالية من مثل هذه المحاذير الشرعية، أو غيرها، كتضييع الصلاة، وكشف العورة، وكان الغرض منها تقوية البدن، والدفاع عن النفس، فتكون حينئذ مباحة، فقد جاء في كتاب الفقه الإسلامي وأدلته: المصارعة الحرة، والملاكمة، ونحوها، حرام؛ لما تحدثه من أضرار في حياة الإنسان، أو الحيوان، والدين الإسلامي يمنع مثل هذه الألعاب المنحرفة؛ لأن فيها خرقًا سافرًا لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا قاتل أحدكم فليتجنب الوجه. رواه البخاري من حديث أبي هريرة.

فإن لم يكن في الملاكمة، أو المصارعة ضرر بأحد الطرفين، كانت مباحة، وكذلك تباح إن كان فيها تعويد الإنسان على القوة، والقتال، والدفاع عن النفس، وقد صارع رسول الله صلى الله عليه وسلم رُكانة، وغلبه. انتهى.

وللفائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 119375، وما أحيل عليه فيها.

ومما ينبغي ذكره أن قوة البدن وحدها لا تكفي، بل لا بد من قوة القلب معها؛ فإن مدار الشجاعة عليها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- في الاستقامة: وَقد ذكر الْجِهَاد بِالنَّفسِ، وَالْمَال فِي سَبيله، ومدحه فِي غير آيَة من كِتَابه، وَذَلِكَ هُوَ الشجَاعَة، والسماحة فِي طَاعَته سُبْحَانَهُ، وَطَاعَة رَسُوله. وملاك الشجَاعَة الصَّبْر، الَّذِي يتَضَمَّن قُوَّة الْقلب وثباته؛ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى: {كم من فِئَة قَليلَة غلبت فِئَة كَثِيرَة بِإِذن الله وَالله مَعَ الصابرين} [سُورَة الْبَقَرَة: 249]، وَقَالَ تَعَالَى: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِذا لَقِيتُم فِئَة فاثبتوا واذْكُرُوا الله كثيرا لَعَلَّكُمْ تفلحون * وأطيعوا الله وَرَسُوله وَلَا تنازعوا فتفشلوا وَتذهب ريحكم واصبروا إن الله مَعَ الصابرين} [سُورَة الانفال: 45 - 46].

والشجاعة لَيست هِيَ قُوَّة الْبدن، فقد يكون الرجل قوي الْبدن، ضَعِيف الْقلب، وإنما هِيَ قُوَّة الْقلب وثباته، فَإن الْقِتَال مَدَاره على قُوَّة الْبدن وصنعته لِلْقِتَالِ، وعَلى قُوَّة الْقلب، وخبرته بِهِ. والمحمود مِنْهُمَا مَا كَانَ بِعلم وَمَعْرِفَة، دون التهور الَّذِي لَا يفكر صَاحبه، وَلَا يُمَيّز بَين الْمَحْمُود والمذموم؛ وَلِهَذَا كَانَ الْقوي الشَّديد هُوَ الَّذِي يملك نَفسه عِنْد الْغَضَب، حَتَّى يفعل مَا يصلح دون مَا لَا يصلح، فَأَما المغلوب حِين غَضَبه، فَلَيْسَ هُوَ بِشُجَاعٍ، وَلَا شَدِيد. انتهى.

 والله أعلم.

أسئلة متعلقة أخري
إرسال الألعاب التي تحوي الموسيقى وصور النساء
الترويح على النفس بالمباح ينبغي أن يكون بمقدار
اللعب بالألعاب التي فيها أفعال كفرية
شراء لاعبين في الألعاب بالمال الحقيقي وتحويله إلى مال في اللعبة
اللعب بلعبة تحوي مخالفات شرعية وشراء الإضافات لمن يلعب بها بزيادة
حكم شراء الشخصيات في الألعاب، وبيعها بسعر أغلى
لا حرج في اللعب بالألعاب الإلكترونية في أعياد الكفار
إرسال الألعاب التي تحوي الموسيقى وصور النساء
الترويح على النفس بالمباح ينبغي أن يكون بمقدار
اللعب بالألعاب التي فيها أفعال كفرية
شراء لاعبين في الألعاب بالمال الحقيقي وتحويله إلى مال في اللعبة
اللعب بلعبة تحوي مخالفات شرعية وشراء الإضافات لمن يلعب بها بزيادة
حكم شراء الشخصيات في الألعاب، وبيعها بسعر أغلى
لا حرج في اللعب بالألعاب الإلكترونية في أعياد الكفار