عنوان الفتوى : أسماء الأولاد.. قدر مكتوب، أم اختيار الآباء
هل أسماء الأبناء كتبها الله عز وجل باللوح المحفوظ، واختارها لهم قبل أن يولدوا، أو هي من اختيار والديهم؟ جزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجواب ذلك، كجواب سائر الأسئلة عن أفعال العباد: هي مخلوقة لله تعالى، وتقع باختيارهم ومشيئتهم التي خلقها الله لهم، فأسماء الأبناء من جملة القدر المكتوب في اللوح المحفوظ، وهي في الوقت نفسه تكون باختيار آبائهم الذين خلقهم الله، وخلق لهم إرادة واختيارا يقع بها التكليف؛ ولذلك فإن الآباء مطالبون بحسن اختيار أسماء أبنائهم، فعن عبد الله بن أبي زكريا عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم، وأسماء آبائكم؛ فأحسنوا أسماءكم. رواه أحمد وأبو داود، وقال: ابن أبي زكريا، لم يدرك أبا الدرداء. اهـ.
ومما يدل على كتابة الأسماء في الأزل، ما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان، فقال: «أتدرون ما هذان الكتابان؟» فقلنا: لا يا رسول الله، إلا أن تخبرنا، فقال للذي في يده اليمنى: «هذا كتاب من رب العالمين، فيه أسماء أهل الجنة، وأسماء آبائهم، وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم، فلا يزاد فيهم، ولا ينقص منهم أبدا»، ثم قال للذي في شماله: «هذا كتاب من رب العالمين، فيه أسماء أهل النار، وأسماء آبائهم، وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم، فلا يزاد فيهم، ولا ينقص منهم أبدا»، فقال أصحابه: ففيم العمل يا رسول الله إن كان أمر قد فرغ منه؟ فقال: «سددوا وقاربوا، فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة، وإن عمل أي عمل، وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار، وإن عمل أي عمل»، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيديه فنبذهما، ثم قال: «فرغ ربكم من العباد، فريق في الجنة، وفريق في السعير» رواه أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح. وصححه أحمد شاكر، وحسنه الألباني.
ومن ذلك أيضا حديث ابن مسعود في أخبار آخر الزمان، وفيه :فجاءهم الصريخ: إن الدجال قد خلفهم في ذراريهم، فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون، فيبعثون عشرة فوارس طليعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأعرف أسماءهم، وأسماء آبائهم، وألوان خيولهم، هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ. رواه مسلم.
وراجع الفتوى رقم: 116611.
والله أعلم.