عنوان الفتوى : آخر أشراط الساعة
آخر علامة من علامات الساعة ما هي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فآخر الآيات التي تكون قبل قيام الساعة: نار تخرج من قعر عدن، تحشر الناس إلى محشرهم، كما في صحيح مسلم عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال: اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر فقال: ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعة. قال: إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات، فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم. وفي رواية عند مسلم : ...نار تخرج من قعر عدن ترحل الناس. وعند أبي داود : وآخر ذلك نار تخرج من اليمن من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر. قال الإمام النووي في شرحه على مسلم بعد أن أورد قوله صلى الله عليه وسلم: يحشر الناس على ثلاث طرائق: راغبين، راهبين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير، وتحشر بقيتهم النار تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا وتمسي معهم حيث أمسوا. الثابت في مسلم قال العلماء: وهذا الحشر في الدنيا قبيل القيامة وقبيل النفخ في الصور بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: بقيتهم النار تبيت معهم وتقيل وتصبح وتمسي. وهذا آخر أشراط الساعة كما ذكر مسلم بعد هذا في آيات الساعة. قال: وآخر ذلك نار تخرج من قعر عدن ترحل الناس. . وقال الحافظ في الفتح بعد أن أورد رواية مسلم المذكورة في أول الفتوى: قلت: وهذا في الظاهر حديث أنس المذكور في أول الباب "إن أول أشراط الساعة نار تحشرهم من المشرق إلى المغرب. وفي هذا - أي رواية مسلم - أنها آخر الأشراط ويجمع بينهما بأن آخريتها باعتبار من ذكر معها من الآيات وأوليتها باعتبار أنها أول الآيات التي لا شيء بعدها من أمور الدنيا أصلاً، بل يقع بانتهائها النفخ في الصور بخلاف ما ذكر معها، فإنه يبقى بعد كل آية منها أشياء من أمور الدنيا. والله أعلم.