عنوان الفتوى : حالات ثلاث لمن كانت عنده أمانة
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. يحصل ونحن في قاعة الدراسة ، أن نستعير قلما من طالب ما، ولكن يبقى القلم معنا سهوا بعد قضاء حاجتنا منه. وعندما نتذكر أن القلم ليس لنا، نبحث عن صاحب القلم فلا نجده. هل هذا يعتبر علينا دينا، نحاسب عليه يوم القيامة؟ وإن كان ذلك ما العمل؟ مع العلم ان ذلك حدث معي، واحتفظت بالقلم طويلا علني أجد صاحبه، لكن دون جدوى.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد روى الإمام أحمد عن أبي ذر رضي الله عنه، و الطبراني عن ابن عباس وثوبان رضي الله عنهم، و الحاكم في المستدرك عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. حديث صحيح. وروى مسلم عن أبي هريرة مرفوعاً في قوله تعالى: رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا[البقرة:286] فلا يخلو الحال من واحدة من ثلاث: 1-أن تجد صاحبه فوجب رده إليه. 2-فإن مات فإلى ورثته. 3-فإن لم تجده ولا أحداً من ورثته تتصدق به عنه مع الضمان. فإن جاء صاحبه خُيِّر بين إمضاء الصدقة وأجرها له، وبين أن يأخذ العوض وأجر الصدقة للمستعير. والله أعلم.