عنوان الفتوى : وجوب قضاء الصلوات المتروكة بين رؤية الطهر والاغتسال
أنا فتاة متزوجة منذ 4 أشهر، عانيت من تأخر الدورة شهرين بعد الزواج، وبالعادة تتراوح مدة الدورة عندي من 5 إلى 6 أيام، وأتطهر بالعادة اليوم السادس أو السابع، ولم يسبق لي أن تجاوزت 7 أيام. قبل أسبوع نزلت الدورة، وشاهدت دما مستمرا في اليوم السابع؛ لأنه بالعادة في نهاية العادة ينزل دم متقطع، أو في فترات متباعدة خلال اليوم؛ فاستبعدت أنها ستنتهي اليوم التالي. وفي صباح اليوم الثامن، لم أشاهد دما، وانتظرت إلى المغرب، وأدخلت قطعة لأتأكد من الطهر، وخرجت بيضاء، لكني لم أغتسل إلا الساعة 10 لوجودي خارج المنزل، وعند عودتي للمنزل اغتسلت، وصليت المغرب والعشاء، ونويت قضاء صلاة الفجر والظهر والعصر؛ لأني لم أشاهد دما أبدا خلال ذلك اليوم، كدليل على أني طهرت من بداية اليوم. وفي صباح اليوم التاسع صليت الفجر، مع قضاء فجر اليوم الفائت، وحدث جماع قبل الظهر، ونزل مني دم خلاله، اعتقدت أنه حدث من الجماع، فاغتسلت، لكن مع وجود دم داخل المهبل، حيث إني أدخل قطعة، وأخرجها وبها بعض الدم وكنت في حيرة من أمري هل أصلي، وأعتبر الدم نتيجة الجماع، أو يكون دما متصلا بالحيض، وأمسك عن الصلاة، انتظرت 3 ساعات، وعند العصر أدخلت القطعة وأخرجتها نظيفة، اغتسلت، وصليت الظهر والعصر. سؤالي -أثابكم الله-:هل الدم الذي شاهدته بعد الجماع يعتبر دم حيض؟ وهل علي قضاء صلاتي الظهر والعصر من اليوم الثامن؛ لأني يومها انتظرت إلى المغرب، وأدخلت القطعة، وخرجت نظيفة؟ أعتذر عن الإطالة، وعن الأسلوب إذا كان غير مفهوم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد كان الواجب عليك أن تغتسلي بمجرد رؤية الطهر في أول اليوم الثامن -على ما ذكرت- وانظري الفتوى رقم: 118817.
وإذ قد أخرت الغسل، فعليك أن تقضي الصلوات التي تركتها ما بين رؤية الطهر والاغتسال؛ لأن الصلاة كانت واجبة عليك والحال ما ذكر.
وأما الدم العائد، فإنه دم حيض؛ لكونه جاء في زمن يصلح أن يكون فيه حيضا، وانظري الفتوى رقم: 118286، ورقم: 100680.
وإذ قد اغتسلت وصليت، بعد انقطاعه، فقد فعلت ما وجب عليك، ولا إثم عليك فيما حصل من جماع؛ لأنه حصل في حال الطهر.
والله أعلم.