عنوان الفتوى : من لطف الله بالتائبين أن يبدل سيئاتهم حسنات
ارتكبت ذنباً لا يغفر، وهو إنى عاهدت الله أن لا أزني أو أرتكب الحرام، قلت لربى يارب إذا زنيت زلزل علي الأرض وخذ عيالي وعاقبني أشد العقاب، ثم بعد ذلك أزلني الشيطان وزنيت، والآن أنا فى هم عظيم، استغفرت الله، فهل ربي يغفر لي، وماذا أعمل لكي يغفر لي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن معاهدتكِ الله أن لا تزني ولا ترتكبي أي محرم هي نذر منكِ ، والذي عليه جمهور العلماء أن نذر ترك المحرم لا ينعقد، لأن ترك الحرام واجب، ولا يصح التزام ما هو واجب ، وقال شيخ الإسلام إنه يلزم ، وانظري ذلك في الفتوى رقم: 15049. وعليه فالأحوط لكِ أن تخرجي كفارة يمين لأنها هي الواجبة في النذر الذي لم يتم الوفاء به ، روى عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كفارة النذر كفارة يمين. أخرجه مسلم والترمذي والنسائي وأبو داود وأحمد. وكفارة اليمين جاءت مفصلة في قول الله تعالى: فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ [المائدة:89]. وأما عن غفران الذنب، فالله تعالى واسع المغفرة، وعليكِ بالإسراع في التوبة، روى ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر. أخرجه الترمذي وابن ماجه وأحمد. بل إن من سعة رحمته ولطفه بالعباد أنه يبدل سيئات المذنبين حسنات إذا أخلصوا في توبتهم، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً* إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [الفرقان:68-69-70]. واعلمي أن الشيطان عدو لك فاتخذه عدواً ولا تخضع لغوايته فإنك لا تدري متى يأتيك الموت، وراجع الفتوى رقم: 5646، والفتوى رقم: 1095، والفتوى رقم: 4188. والله أعلم.