عنوان الفتوى : حكم الجلوس في مجالس الفساق والمستهزئين بآيات الله بدون إنكار
هل الجلوس مع المستهزئين بآيات الله بدون إنكار أو قيام كفر وناقض من نواقض الإسلام حتى بدون رضا القلب ؟ لأني؛ قرأت على موقع الإسلام "سؤال وجواب" وموقع "مركز الفتوى" أن الجلوس ليس ناقضا ما دام المرء مبغضاً للفعل بقلبه ولكنه معصية وكبيرة، وقرأت للفوزان فى تفريغ شرح نواقض الإسلام أن الذين يحضرون عروض السحرة عصاة ولا يكفرون إلا إذا رضوا بقلوبهم، ومع ذلك قرأت كلا للشيخ سليمان بن محمد بن عبد الوهاب عندما سئل عن هذه الآية، فقال: إنها على ظاهرها وأن المرء يكفر بمجرد الجلوس بدون إنكار أو قيام حتى لو زعم أنه كاره بقلبه فلا يقبل منه . وقرأت للشيخ حمد بن عتيق في كتاب "سبيل النجاة والفكاك من موالاة المشركين والأتراك" أن من الأعمال التي يصير بها المسلم مرتدا الجلوس في مجالس الشرك ولم يشترط الرضا . فلم أدر ما هو الصواب !! وهل بقول الشيخ سليمان يكفر كل من حضر المجالس التي يعظم فيها الشرك والكفر مثل تحية العلم الجاهلي للدول الكافرة المحاربة للإسلام، ومثل الاحتفالات التي فيها ثناء عليهم ومدح للديمقراطية والقومية والقوانين الوضعية، وكذلك هل يكفر الذين يشاهدون البرامج التلفزيونية المحتوية على الكفر والسحر والإلحاد ؟ وهل إذا تكلم أحد الجالسين بكلام فيه استهزاء بالدين ثم تحول عنه ورجع إلى موضوع المجلس ولم ينكر عليه أحد هل يكفر الجالسون ؟ وهل الذين زعموا أثناء حروب الردة أنهم لم يوافقوا المرتدين فلم يقبل الصحابة منهم لأنهم لم يظهروا الإنكار ولم يخرجوا من بينهم فهل هؤلاء كانوا حقا كفارا ؟ أرجو منكم الرد بسرعة.
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فمن الواضح من خلال هذا السؤال والأسئلة السابقة لك أنك أخي مصاب بوسوسة شديدة في موضوع الكفر والردة، فكل أسئلتك السابقة كلها متعلقة بهذا الموضوع تقريبا، والذي يمكننا قوله لك باختصار هو أن مجرد الجلوس في تلك المجالس التي سألت عنها لا يعتبر كفراً مخرجاً من الملة ما دام الجالس منكرا بقلبه؛ كما بيناه في الفتوى رقم: 162997 ، وقد بينا في الفتوى رقم: 199097 معنى المماثلة في قوله تعالى: إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ {النساء:140}، وأن هذه المماثلة لهم خارجة مخرج التغليظ والتهديد والتخويف، ولا يصير المؤمن منافقاً بجلوسه إلى المنافقين، وأن المراد المماثلة في المعصية لا في مقدارها، أي أنّكم تصيرون مثلهم في التلبّس بالمعاصي.
فنوصيك - أخي السائل - بعدم التدقيق والتعمق في مثل هذه المسائل حتى لا تخرج عن حد الاعتدال، وتقع في حمئة التكفير غير المنضبط؛ كما هو حال كثير من الشباب هدانا الله وإياهم.
والله تعالى أعلم.