عنوان الفتوى : شروط وآداب المفتي والمستفتي

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

بارك الله فيكم على ما تقدمونه للإسلام والمسلمين. لدي عدة أسئلة في موضوع واحد: 1- هل يجب على المسلم ألا يستفتي إلا علماء بلده؟ 2- هل إذا بحثتُ عن حكم مسألة، يجب عليّ أن آخذ بأول قولٍ يمر عليّ فيها، أم يجوز أن أظل أبحث حتى أجد القول الأكثر إقناعا لي؟ 3- ماذا يَحسُن بالعالم أن يفعل إذا سأله العامّة في مسألة خلافية، هل يذكر الرأي الذي يرى صوابه فيها فقط، أم يذكر كل الآراء، ويبين ترجيحه لأحدها؟ 4- هل يجب على العامي اتباع عالم معين، لا يتركه في كل المسائل والأحكام؟ جزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: 

فنقول: اعلم أنه لا يجب على المستفتي أن يستفتي علماء بلده وحدهم، بل يجوز له استفتاء غيرهم ممن عرف بالعلم والأمانة. فإن كان هذا العالم يجهل واقع البلد، فيشترط أن يبينه له السائل على وجهه، لتقع فتواه مطابقة للواقع، واستفتاء علماء البلد الثقات، أولى بلا شك في المسائل التي يترتب حكمها على معرفة الواقع معرفة تامة، على ما بيناه في الفتوى رقم: 286423.

والطريقة الأمثل للاستفتاء هي أن يتحرى السائل، ويختار المفتي الذي هو أعلم وأورع، وأوثق في نفسه، فيعرض عليه سؤاله بتفاصيله المهمة المؤثرة فقط، ثم يعمل بما يفتيه به، ولا داعي لأن يسأل غيره، ويتنقل من مفتٍ لآخر، إلا إن لم يطمئن قلبه لتلك الفتوى، أو وجد من هو أعلم بمسألته في ظنه، فله أن يكرر السؤال في المسألة الواحدة ليزداد اطمئنانا وانشراح صدر، ثم إنه يتبع أوثق العلماء في نفسه إذا اختلفت عليه الفتوى، ولا يلزمه اتباع عالم معين، وإذا استوى العلماء عنده، فقد اختلف العلماء في الذي يفعله إذاً، وانظر الفتويين التاليتين: 120640 // 169801، والأولى للعالم أن يذكر للمستفتي خلاف العلماء وأدلتهم، والقول الراجح بدليله إن كان المستفتي يفهم ذلك، ويطيقه عقله، وإلا فإنه يحدثه بما يعقل؛ لئلا يحصل له تشويش.

والحاصل أن الأمور تقدر بقدرها، وينظر العالم في حال المستفتي وما يطيقه عقله.

والله أعلم.