عنوان الفتوى : لا يُحكَم بنجاسة شيء إلا بيقين
في البداية: أود أن أشكركم على هذا الموقع الرائع، وجزاكم الله خيرًا عن كل المسلمين. أنا أعيش في بلد أوروبي، والمراحيض فيه لا يوجد فيها ماء؛ لذلك أقوم بملء علبة كولا بالماء؛ لاستخدامها في الاستنجاء من البراز -عافاكم الله-، وبعد أن بدأت بتطهير أرضية الحمام، قمت برش الماء على الأرضية ومسحها بالمساحة -أداة مسح الماء- فلامست هذه المساحة علبة الكولا المتنجسة أثناء الاستنجاء، فهل النجاسة تنتقل إلى كامل أرضية الحمام عند متابعة المسح؟ علمًا أن علبة الكولا لا يوجد عليها أي أثر نجاسة، والموجود هو حكم النجاسة. و
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تبين لنا من خلال أسئلتك السابقة، أنك تعاني من الوسوسة -نسأل الله تعالى أن يشفيك منها- وننصحك بالإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها, فإن ذلك من أنفع ما تعالج به، وراجع للفائدة الفتويين: 64562، 101633.
ثم إننا ننبهك على أن الأصل في الأشياء الطهارة، فاستصحب هذا الأصل, ولا تحكم بنجاسة شيء إلا بيقين جازم.
وعلى ذلك؛ فإن العُلبة التي وضعت فيها الماء للاستنجاء تبقى على طهارتها, ولا تتنجس بمجرد كونك تصب منها الماء، خصوصًا أنك ذكرت أن هذه العلبة لم يوجد بها أي أثر للنجاسة, ومن ثم؛ فإن المساحة لا تتنجس بمجرد بملامسة تلك العلبة, ولا داعي لتطهيرها, وإذا غسلتها فإن الماء المنفصل منها يعتبر طاهرًا, لا ينجس ثيابك, ولا بدنك, كما أن أرضية الحمام لا تتنجس أيضًا بتنظيفها بتلك المساحة المذكورة.
والله أعلم.