عنوان الفتوى : هل كفار قريش أشد الناس كفرًا؟
ما الحكم إذا قلت: "كفار قريش أشد الناس كفرًا"؟ وإذا لم يكونوا كذلك فهل أكفر؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن خلال الأسئلة السابقة للسائلة تبين لنا أنها تعاني من الوسوسة، وهذا السؤال من تأثيرها؛ لأن الحكم على طائفة معينة من الكفار بأنهم أشد كفرًا من غيرهم، لا يستدعي احتمال كفر من حكم بذلك، وغاية الأمر هو السؤال عن الصواب والخطأ، أو الجواز والحرمة، وأما الكفر فليس له في ذلك مدخل.
وبخصوص المسألة ذاتها فالحكم فيها يحتاج إلى نص خاص، وإن كان كفار قريش تميزوا على غيرهم بإيذائهم للنبي صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك قال سعد بن معاذ -رضي الله عنه- حتى أصيب يوم الأحزاب بسهم قطع أكحله: اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش فأبقني لها، فإنه لا قوم أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم آذوا نبيك، وكذبوه، وأخرجوه. وانظر الفتوى رقم: 24104.
على أن كفار قريش ليسوا على درجة واحدة من الكفر، فمنهم أبو جهل فرعون هذه الأمة، ومنهم أبو طالب، وهو أخف أهل النار عذابًا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أهون أهل النار عذابًا أبو طالب، وهو منتعل بنعلين يغلي منهما دماغه. رواه مسلم.
والله أعلم.